أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الخميس ٢٧ / ٦ / ٢٠٢٤ 

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم الخميس ٢٧ / ٦ / ٢٠٢٤

 

كتبت النهار

فيما يقف لبنان على حافة حرب قد تنفجر بين “حزب الله” وإسرائيل، يمكن القول إن العلاقات الأهلية بين المكونات اللبنانية ولاسيما بين “الثنائي الشيعي” والشرعية الدينية والشعبية المسيحية تضررت إلى أبعد الحدود. فبعدما تبين مدى إصرار الثنائي المذكور على محاولة تنصيب رئيس للجمهورية يدين له بالولاء الحصري، تفاقم الفراغ الرئاسي الذي أصاب ولا يزال موقع الطوائف المسيحية وفي مقدمها الموارنة بعطب كبير ضمن المعادلة اللبنانية وتوازناتها الدقيقة. فتفجير التوازات من خلال وضع اليد على منصب مسيحي ماروني في بلد تفيض منه المناخات الطائفية والمذهبية، أمر خطِر للغاية. هذا ما يفعله “حزب الله” من دون أن يرف له جفن.

ثم يأتي دور قرار الحرب والسلم ليوضع على طاولة الخلاف الوطني الكبير في شأن القضايا الكبرى، من خلال مسارعة “حزب الله” مدفوعا بوظيفته الإقليمية وأطماعه الداخلية إلى مصادرة قرار سيادي يعود إلى المؤسسات الدستورية التي تشارك فيها مختلف المكونات الطائفية والسياسية القائم عليها النظام اللبناني. ويتمّ زج لبنان بأسره في حرب استنزاف على الحدود الجنوبية مع إسرائيل تحت شعارات مطاطة تذكرنا بمرحلة الخمسينيات من القرن الماضي التي قامت فيها الأنظمة العسكرية بالانقلابات تحت شعارات تحرير فلسطين وتلفيقاتها المعروفة. في حالة لبنان، لا يشذ “حزب الله” بوصفه ذراعا إيرانية بامتياز عن هذا المسار القائم على ركوب موجة القضية الفلسطينية التي تُرتكب باسمها كل الجرائم، وما أكثرها منذ عقدين.

ولكنْ أن يأتي أحد نواب الحزب المذكور ليؤكد مرة بعد مرة موقفا رافضا لنمط حياة الغالبية العظمى من اللبنانيين، فأمر خطِر للغاية. نمط الحياة للغالبية الساحقة هو قدس الأقداس قبل أي شيء آخر. ومن يعير اللبنانيين بالملاهي وشواطئ البحار يرتكب مرة أخرى خطأ كبيرا، لا يقلل من فداحته اتهام رأس الكنيسة المارونية وخلفه كل من لا يسير في ركاب السلاح غير الشرعي بالعمالة لإسرائيل، ولاسيما أن الخلاف على القضايا الكبرى في البلاد حقيقة ملموسة، تمهد يوما بعد يوم لتشليع لبنان وتحويله من بلد واحد إلى مجموعة كانتونات فعلية.

ومن يقول إنه سيمنع تقسيم لبنان بالقوة والعنف، فهو يجهل واقعا لا يمكن تخطيه، هو أن العيش تحت هيمنة مشروع كمشروع “حزب الله” التوسعي الذي يهدد جميع المكونات اللبنانية الإسلامية والمسيحية سيؤدي الى إشعال حرب أهلية مهما بلغ جبروت الحزب المهمين. فالعيش تحت وصاية وهيمنة كما هو الحال اليوم سيخرج “الشياطين” من مخابئها، وعندها سنكون أمام كارثة وطنية كبرى.

لا يمكن إجبار الأغلبية في لبنان على تقبل هذا الواقع إلى ما لا نهاية. ولا يمكن الاعتماد على ما يسمى السياسة الواقعية التي تسود بين أركان الطاقم الحاكم الحالي. هؤلاء غير راضين عما يحصل، لكنهم يؤثرون الصمت لأسباب معروفة. إنما سيأتي يوم وينقلب الوضع ويتغير سلوك الصامتين.

لا نريد أن يتحول لبنان إلى ساحة حرب بين إيران وإسرائيل. ولا تهمنا الأعذار التي تقدم للجمهور. ولا نؤيد أن يأتي يوم يصبح فيه لبنان ساحة حرب بين أبناء الوطن الواحد. من هنا أمنيتنا أن ينظر “حزب الله” وأركانه بعين فاحصة إلى الغضب الكبير الذي يعتمل في نفوس المكونات اللبنانية. غضب يكبر يوما بعد يوم. لا بد من التغيير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com