أبرز الأخبار

حزب الله ينتقل من ٩٠٪؜ لا حرب موسعة الى ٦٥٪؜

الكلمة أونلاين

بولا سطيح

في آذار الماضي قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنه “بنسبة 90% لن يكون هناك حرب واسعة في لبنان”. اليوم وبعد 3 أشهر على هذا الاعلان ارتفعت احتمالات الحرب وانخفض منسوب الاطمئنان لدى قيادة الحزب، وهو ما بدا جليا عبر ٣ اشارات كبيرة ارسلها الاسبوع الماضي اكدت انتقاله لرفع سقف التهديدات للحدود القصوى بعد آداء مماثل قامت به تل أبيب.

ولعل العامل الاول هو المسارعة للرد على التحذيرات والعروض التي حملها المبعوث الاميركي آموس هوكستين حتى قبل انهاء اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين. وقد تم ذلك ميدانيا عبر عمليات مكثفة كما عبر نشر المشاهد الطويلة التي صورتها مسيرة “الهدهد” والتي أُعلن انها جزء من بنك اهداف الحزب في اي حرب موسعة. وقد شكل نشرها صفعة مدوية للقيادة الاسرائيلية وعامل جديد دخل بقوة الى معادلة الردع التي يحاول حزب الله ارساءها لاعتباره انها ستمنع اسرائيل من المبادرة الى توسعة الجبهات.

اما العامل الثاني، فهو المضمون الدسم لخطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والذي عرض فيه وباسهاب قدرات الحزب العسكرية كما البشرية التي قال انها تفوق احتياجاته في اي حرب موسعة. ولم يعتد نصرالله ان يتحدث بكل هذه التفاصيل التي بدا ان الاعلان عنها مدروس باطار الحرب النفسية الفتاكة التي يخوضها الطرفان بوجه بعضهما البعض.

وليس خافيا ان قرار قيادة الحزب في هذا التوقيت بالذات توجيه تهديدات مباشرة لقبرص، علما ان ما ورد من معلومات بخطاب نصرالله بخصوص سماحها لإسرائيل باستخدام اراضيها بتدريبات تحاكي حربا على لبنان، ليست جديدة ويمتلكها الحزب منذ فترة طويلة، الا انها تندرج باطار رفع السقوف الذي قرر الحزب انتهاجه والذي يؤكد انتقاله من دائرة الاطمئنان الا حربا موسعة الى دائرة العمل الفعلي على تفاديها من خلال تفعيل استراتيجية ومعادلة الردع.

ويتزامن كل ذلك مع تأكيد المحور الذي تتزعمه طهران بأنه سيكون موحدا وفاعلا بدعم حزب الله بأي مواجهة مقبلة ومع اعلان الفصائل العراقية استعدادها للقتال في لبنان وتفعيل عملياتها من جديد ضد الوجود الاميركي في العراق.

وبالرغم من ذلك تقول مصادر مطلعة على موقف الحزب ان “احتمال عدم توسعة الحرب لا يزال مرجحا وان كان قد تراجع من ٩٠٪؜ الى ٦٥٪؜”.

وتشير المصادر الى ان “ما نشهده حاليا من تسريبات او اشاعات بخصوص نية سفارات اجلاء مواطنيها وموظفيها، كما ما يُنقل عن استعداد واشنطن لدعم اسرائيل بأي حرب موسعة بعدما كان ما تعلنه الولايات المتحدة انها تقوم بالمستحيل لتفادي هكذا حرب، انما يندرج ايضا في اطار الحرب المضادة النفسية التي تخوضها اسرائيل بالتعاون الكلي مع الولايات المتحدة الاميركية ظنا انها بذلك تضغط على محور المقاومة للقبول بالشروط الاسرائيلية لهدنة غزة.. وهو ما لن يحصل”.

بالمحصلة، يبدو واضحا ان الحرب في غزة وجنوب لبنان دخلت منعطفاً مصيريا، وان كان تحديد مهل زمنية لانتهاء المواجهات سيكون ضربا من التنجيم، فهي قد تستمر اسابيع او اشهر او سنة او سنوات، على حد تعبير مصدر واسع الاطلاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى