أبرز الأخبار

الرهان على هوكشتاين لتطويق حرب شاملة!

تقدّمت مهمّة المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين على أي من التطورات، حتى العسكرية منها، بفعل أهميتها البالغة في وقت يزداد النزف عند الحدود بين لبنان وإسرائيل ليبلغ مستوى قياسيا في ضوء تصاعد وتيرة المعركة بين إسرائيل وحزب الله.

ويسعى هوكستين في جولته الراهنة إلى تحقيق هدف مركزي يقوم على خفض التوتر عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بما يمنع تفشّي حرب ضروس تبدأ بشرارة لكنها لن تنتهي حكما إلا بدمار غير مسبوق وبشعاع إقليمي لا لبناني- إسرائيلي فحسب.

ويبقى اللافت في تحرك هوكستين أنه سيحط في بيروت بعد تل أبيب، بما يكشف حجم القلق الأميركي من تداعيات ما يحصل خصوصا في ضوء الخلافات التي تعصف بالمستوى السياسي الإسرائيلي، ومن تجلياتها حلّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجلس الحرب ونقل القرار الى الكابينيت المصغّر والذي يقبض فيه على القرار. وتلك الخلافات تعكس التنافس الداخلي بما يعزز مخاطر الحرب الشاملة في لبنان.
وكان نفل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن “إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، هما الشرطان الأساسيان للتوصل إلى اتفاق على الجبهة اللبنانية”. وتكمن هنا تماما العقدة وحلّها في آن. ذلك أن واشنطن واثقة من أنها لن تحقق ما تريد من خفض للتوتّر في الجنوب اللبناني من دون تحقيقها اختراقا مضمونا في غزة، وهذا الشرط الرئيس للحزب.

ولا يخفى أن توقيت زيارة هوكستين إلى بيروت بعد زيارته لتل أبيب وقبل خطاب مرتقب للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، يضاهي أهمية محتوى تحرّكه الجديد ومضمون ما يحمل من أفكار.
ويُنتظر أن ينقل هوكستين إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري مجموعة من الأفكار طرحها أمس على المسؤولين الإسرائيليين، لينقلها بدوره إلى قيادة حزب الله.
وتعدّ تلك الأفكار محورية في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بضربة كبيرة تتخطى استهداف حزب الله لتطال البنى التحتية اللبنانية على غرار ما حصل في حرب سنة ٢٠٠٦، فيما يبقى لافتا أن قيادة الحزب تقابل هذا التهديد بالتقليل من أهميته بما يعكس رهانا على عدم توافر عناصر الحرب الشاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى