أبرز الأخباربأقلامهم

من نائب الصدفة إلى نائب الاستعراض

خاص المرصد اونلاين

بعد كثرة الحديث حول وجود تباينات وخلافات داخل احدى الكتل النيابية، أعلن احد النواب خلال مؤتمر صحفي إنسحابه من الكتلة.

قد يكون من نتائج حراك ١٧ تشرين إعطاء الجاهل سياسيًا الحقَ في إبداء رأيه، والحق في تخوين المتابع الحقيقيّ، والحق في التأثير على الرأي العام. ليس من العار أن يكون شخص جاهلاً في موضوعٍ ما، لكنّ العار في أن يُجادل الجاهل بالموضوع، ويتعالى على مَن يدرك تفاصيله… علّمتنا الحياة ألّا نُجادل جاهلاً، لكن المشكلة هي عندما يُصبح هذا الجاهل مؤثرًا في حياة مجتمع، لا سيما في صناديق الاقتراع.

كثرٌ هم النواب الذين وصلوا إلى كرسيّ البرلمان بالصدفة، إذا جاز التعبير، حتّى أنّ بعضهم وصل نتيجة نكاية، والبعض الآخر بأصوات زملائهم في اللائحة … والبعض نتيجة جهل سياسيّ من الناخب

ومرّت الأيّام، وأتى الاستحقاق الانتخابي عام 2022، فقرّر هؤلاء المشاركة في الترشح… فكانت نتيجة جهل البعض السياسيّ فتم انتخاب نوّاب مقنّعين بلباس تغييريين من دون التدقيق بسيَرهم الذاتيّة، ولا بمشروعهم وكيفية التطبيق. فانتُخب ب 1800 صوت، وابتسمت له السخرية، واستقبلوه بالرصاص، انه التغييري الذي يستغلّ كلّ قضية للاستعراض به والمزايدة وانسحب من التكتل الذي ينتمي اليه بحجة “كرامته اهينت”.

السياسة ليست لعبة استعراض بل مسؤولية وطن… الاستعراض يتم ضمن برامج على شاشات التلفزة، ما امتهنتموه منذ البداية…

ان كنت تعلم يا سعادة النائب كما تحب ان يسموك، خروجك من التكتل لن يؤثر بشيء ولا احد شعر به، اما مهنتك هي متابعة قضايا الأهالي في الشوارع والأزقة ونقلها إلى السلطة التشريعية وتحت قبّة البرلمان، لتشريع قوانين تصبّ في مصلحة المواطنين وتخدم مصالحهم، وليس الاستعراض على المنابر لانها لن تأتيك بشيْ”!

لقد آن الأوان من أجل وضع حدٍ لهذه المهزلة، خاصة أن الشعب ذاق الأمرّين من ثقافة الجهل ولا بد من شرح دور النواب لبعض نواب الصدفة أنفسهم، والايام ستحاسبكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى