أبرز الأخباربأقلامهم

بحصة ١٣ حزيران : إلى من يعنيهم الأمر…

 

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

لم تكن صدفة أن تشكل كلمة زعيم تيار المردة في ذكرى اغتيال والده صدمة إيجابية عند البعض، وسلبية عند البعض الآخر لما حملته من بق لبحصة ” حرزانة من قلب مليان” ومفاجآت غير منتظرة من ( إبن الضحية) الذي طالما اتهم حلفاؤه القوات التي ولدت من رحم الكتائب، والاخير، بقتل والده…
هل كان كلامه من قبيل توجيهه للحماة لتسمع الكنة أم يستهدف مباشرة المجتمع المسيحي ،أم يصوّب مباشرة على المرشح الآخر جبران باسيل الذي ضاقت سبل حظوظه في الوصول إلى بعبدا، ام الهدف من موقفه حسم معركة الرئاسة عبر حصرها بمعسكرين تحت سقف البرلمان… فمن يكون حظه الاوفر “صحتين عقلبو”…
نحن على باب حلول ذكرى عامين على الفراغ الرئاسي، والحائط مسدود ،ولا امل حتى اللحظة في النفاذ بفرصة نجاة عبر انتخاب رئيس للبلاد، أما المبادرات التي يطالعنا بها البعض فلا تعدو كونها لكسب الوقت، وقد استنفدت محاولات انضاج حوار بين الاطراف، آخرها مبادرة رئيس التيار المكوكية التي ماتت قبل أن تولد، وها هو فرنجيه يجهز عليها قبل أن تبصر النور.
لقد اقتنع الأخير أن مبادرة أي مرشح لا يعدو كونها ذر الرماد في العيون ومحاولة لتمديد الامل بفوز ال ” أنا” ولم تكن يوماً لتتسم بذرة من التضحية بالذات في سبيل انقاذ الوطن من الافلاس والانهيار والفراغ القاتل المتكرر عند كل استحقاق.
فرنجيه قال كلمته أمس ومشى بمعزل عما كنت تؤيد فكره السياسي أم لا، وهو اتسم بجدية لافتة، بل اهمية ما أثاره يكمن في ان كلمته حملت بحد ذاتها مبادرة في مواجهة مبادرة باسيل، حسماً للغوغائية والتمثيل والمراوغة….
قالها فرنجية بالفم الملآن، فلينزل المعسكران المتصارعان الى الحلبة… ولنكن صريحين : الأول أمثله فعلياً وهو رشحني ويملك حيثية سياسية وشعبية، والثاني ايضاً يملك حيثية وشعبية يمثله قائد القوات سمير جعجع، فليتبارزا، وليفز من يحوز على اكثرية الاصوات المطلوبة،
انها غربلة قصدها فرنجية، ورسالة بعدة اتجاهات، تحسم الجدل القائم، وبذلك يكون رفع الفيتو عن ترشيح سمير جعجع الذي اعترف بانه الاقوى مسيحياً، وعليه يكون الموقع الاقوى مسيحياً وهو رئاسة الجمهورية انحسرت المنافسة عليه بين اثنين فتكون انتهت جلجلة المسيحيين انقاذاً للمنصب ،واحتكاماً للديمقراطية بمعناها الضيق، فتكون الكلمة الفصل للدستور ليبدأ عهد يخضع للمحاسبة والمساءلة من قبل الشعب الذي ادان عهد عون، وكانت هذه الادانة اكثر وقعاِ وفعلاً من القضاء نفسه، ولربما لا يحق له بأي شكل وتحت اي ذريعة ولا لاي ممن يدين له الولاء الترشح بعد فشل ذريع في حكم البلاد وهو الذي افصح بفمه الملآن بانه اوصل البلاد الى جهنم، واغرقه في الافلاس والانهيار بشهادة الجميع.
اليوم يقف رئيس التيار تائهاً مرتبكاً ،وكانه ذاهب الى الحرب فيما الناس عائدين منها، يطلق مبادرات عقيمة ولدت ميتاً، وقد أجهز زعيم المردة سليمان فرنجيه على مبادرته الاشبه بالجثة الملقاة على حافة الطريق،….
غداً ترقب للعديد من المواقف المرحبة او المنددة لنداء فرنجية…
فهل الاثنان ( فرنجية وباسيل) اطلقا رصاصة الرحمة على فرص وصولهما الى بعبدا ،لطوي صفحة ترشيح بالونات الاختبار، لصالح ” الخيار الثالث” ام تنجح طرق النكد السياسي والنكايات من هنا وهناك فيعود طرح اسم سمير جعجع من جديد كورقة في لعبة قمار تطرح ( صولد) على طاولة ترشيح الرئيس؟
انها مرحلة عض الأصابع يتخللها حرق اسماء المرشحين في بازار استخدمت فيه كل انواع الاسلحة والتجارب والطروحات والمحاولات اليائسة، وحوارات الطرشان، وبين الطرح والآخر وطن كالمركب بلا قبطان وسط الامواج العاتية يئن من ضيق سبل العيش، ولا يرى فسحة امل الا من خلال الهجرة أو الانتحار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى