بأقلامهم

هل تنجح محاولة شارل عربيد الأخيرة أًم ستكون الآخرة؟

‏في آخر أيام عهده، اتصل الرئيس ميشال سليمان بالسيد روجيه نسناس الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وطلب الاجتماع به. فتفاجأ نسناس بعد أن عانى من الرئيس سليمان عمليّة منع إعادة انتخابه في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، مطالبا بأنتخاب السيد شارل عربيد، بالرغم من اعتراض الرئيس نبيه بري الدّاعم لنسناس، ممّا شلّ الانتخاب.
وقال له الرئيس سليمان خلال الإجتماع، اردت أن أعبّر لك عن ندمي بصدق للموقف الذي اتّخذته منك، والذي نتج عن حملة اقيمت ضدك من أقربائي على أساس إنك كنت معارض لي، الأمر الذي أكّده لي عربيد شخصيّاً، فاكتشفْت مؤخراً انّ هذا الادعاء كان كاذباً ومبرمجاً من عربيد وبعض الأقرباء منه، ووقع فيها صديقي الوزير ناظم الخوري وربّما زايد فيها، فاعتمدت هذه الوقائع ونتائجها وافترأت بك وحملت عن خطأ دون تراجع عمليّة انتخاب السيد عر بيد الى هذا المنصب رافضاً أي خيار آخر، ممّا انعكس عليك وعلى المجلس.
وبعد اكتشافي أنّ هذه الأخبار كانت مؤلّفة، أردت أن أقول بضميري أنك رجل شريف ولم تستاهل حدّة هذا الموقف منّي مهما كانت الأسباب أو النتائج.
‏وأضاف الرئيس سليمان لنسناس مبتسماً، “على كل حال فأعلمك بالرغم من ذلك، أنّ سرعان ما تبرّأ مني شارل العربيد ونكر الجميل، مؤكداً للرئيس ميشال عون بعد التّوافق معهم، انّه مرشح سليم جريصاتي وجبران باسيل، وليس له أي ديْن اتجاهي لأنّني لم ادعمه كافياً لانتخابه في المجلس، وحرّض عربيد باسيل على برّي كونه يعتبر نفسه ضحيّة نموذجيّة للرئيس بري في اعتراضه له ولارادة رئيس جمهوريّة، فعليه تصحيح الخلل وفرضه على برّي، مما ساهم باعتماده من الرئيس عون…وأضاف سليمان لنسناس أنّ هذه أساليب للوصول مضحكة مبكية نظراً لحقيقة الأمور، وبالتّأكيد مؤسفة. فشكره نسناس لردّ الاعتبار له.

أما الرئيس سعد الحريري، فاتصل بالوزير محمد شقير والوزير السابق ميشال فرعون عند الاستحقاق، ليبلغهما أنه سيعتمد السيد عربيد إلى المجلس الاقتصادي الاجتماعي، بعد أن وافق عليه الرّئيس عون، وذكّرهما بتزكيتهما له إذا اتخذ قرار تغيير نسناس، آملاً أنّهما سيكونا كفيلان لحسن أدائه التقني والسّياسي وأنّه سيبقى على الحياد السّياسي…
وأعاد الاتصال بهم بعد سنتين، ليعلمهم مازحاً، أنّ صديقكم شارل عربيد بات يطالب ويفاوض جدّيّاً مع جبران باسيل ليدخل التّيّار ويكون على لائحة الرئيس عون في الشوف، وهذا ما كان ينبّهني الجميع عندما اتصلت فيكم، وكنت أتوقّعه عند أوّل محطّة بالّرغم من تأكيداته لكم ولي شخصيّاً.
لكن طلب عربيد بعد الاتّفاق مع باسيل ضمانات لانتخابه من التيار، كونه لم يمتلك رصيد في منطقته، فتراجع بعد غموض جواب باسيل، الذي امتعض من اسلوبه وبلّغه عن فقدان الثقة، فالتجأ عربيد مجدّداً إلى جريصاتي، الذي طالبه كتعويض عن الخطوة النّاقصة تجديد دعمه ودعم المطران درويش في معركته لنيابة رئاسة المجلس الأعلى بعد انتهاء ولايتي فرعون، وأيضاً الإبتعاد عن سكاف وفرعون المعارضان لوصوله إلى المنصب بالاضافة الى آخرين، فلبىّ عربيد نداء المعركة ولكن دون حماس، مدركاً عدم حظوظ جريصاتي أمام القطبين والإنعكاسات السّلبية عليه وفي الطّائفة، التي انتهت بتعليق المجلس الأعلى وتأسيس عربيد جمعيّة بالتنسيق مع جريصاتي لتنفيس هذه الإنعكاسات .

وبعد سلسلة المحطات المتتالية، تقاطع حريري وباسيل معلوماتهم وقالوا مازحين لنادر الحريري، أنّه يبدو أنّ عربيد ردّد نفس الوعود للجميع وانكشفت انتهازيّة صديقك عندنا، ولن تكفِ للتجديد له شراكته مع محمّد شقير أو علاء الخواجه أو سليم جريصاتي أو جمعيّته، وعلى أيّ حال بات يعمل للنيابة أو الوزارة، وسنراقب لمن ستكون وعوده المعهودة التالية.

عندها رأى عربيد فرصة جديدة في التقارب من السيّد تيمور جمبلاط، ودأب في التّعريج عنده وتقديم النصائح والدراسات، إلى أن اعتبر تيمور أنه عنصر منتج يمكن أن يدخل فريقه واقترح ترشيحه في لائحته في الجبل، إلّا أنّ طلب عربيد مجدّداً ضمانة انتخابه، فتدخّل الوزيرين مروان حماده ونعمه طعمه، طارحين موضوع الثقة ومذكّرين جمبلاط استعداد عربيد السّابق للتّرشيح مع باسيل في الجبل، والإشاعات حوله، فتمّ غضّ النظر عن التّرشيح.

فقدّم عربيد مجدّداً أوراق اعتماده مع جنبلاط عبر مقاطعة باسيل النهائية بمعرفة جريصاتي، ودعوة فرنجيّه وحزب الله إلى المجلس، وفتح صفحة مع الLBC بدل الMTV.

ونظّم مؤتمر جمعيّته داعياً إليه كضيوف شرف جمبلاط وحزب الله، وبوصعب على حساب التيّار، مستثنياً القوّات، ممّا أثار انزعاج أعضاء الجمعية القلائل.

فهل تنجح محاولة عربيد الأخيرة أم ستكون الآخرة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى