أبرز الأخبار

كيف سيكون وضع حزب الله في الداخل اذ كان منهزم او منتصر ؟

كتب داني حداد في موقع mtv: 

يتلهّى كثيرون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في مقابلات عبر منصّات، بعبارة “اقتربت نهاية حزب الله”. لا يمكن وضع هذه العبارة إلا في إطار السذاجة السياسيّة، أو تجميع المشاهدات، وهذا مرض بعض “المحلّلين” وبعض “السياسيّين”.

ممّا لا شكّ فيه أنّ حزب الله تلقّى، منذ اتّخذ خيار التدخّل في الحرب التي اندلعت في غزة، ضربات كثيرة، وخسر كوادر وعناصر، كما فقد بعضاً من هيبةٍ اكتسبها في حرب العام ٢٠٠٦ وما بعدها. لكنّ الحديث عن “نهاية” يُعدّ أمراً مبالغاً به كثيراً، إذ، مقابل الخسائر العسكريّة يكسب حزب الله دوراً سياسيّاً آخذاً بالتوسّع، من التفاوض المباشر مع أكثر من دولة أوروبيّة، الى التفاوض غير المباشر مع الأميركيّين، وصولاً الى تسليم “الحزب” ملف بعض الموقوفين اللبنانيّين في الإمارات، بعد وساطة سوريّة – إيرانيّة، وهذه خطوة تشكّل سابقةً، وأيضاً مؤشّراً الى أنّ “الحزب” بات يؤدّي، للمرة الأولى، دور الدولة في التفاوض مع دولةٍ خليجيّة، وهي مهمّة كانت توكل في السابق الى شخصيّاتٍ شيعيّة رسميّة مثل اللواء عباس إبراهيم أو نائب مدير عام أمن الدولة العميد حسن شقير، فحلّ، للمرة الأولى، الحاج وفيق صفا مكانهما، بينما يستمرّ شقير في تولّي مهمّة الوساطة للإفراج عن لبنانيّين موقوفين في السعوديّة، عبر الوسيط العراقي.

ولكن، في المقابل، لا يمكن الحديث منذ الآن عن دور حزب الله في مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وهي مرشّحة لأن تستمرّ أشهراً عدّة على أحسن تقدير. يتوقّف الأمر على الخسائر التي سيتكبّدها “الحزب”، وعلى مدى توسّع الحرب في الداخل اللبناني والشروط التي سيفرضها الجانب الإسرائيلي لإتمام التسوية، عندما يحين أوانها.
وهناك من يقول، في هذا المجال، إنّ خسارة حزب الله في الحرب لا تعني إضعافه داخليّاً، بل على العكس. فـ “الحزب” الذي انتصر في مرحلة ٧ أيّار ذهب الى الدوحة وقبل بتسوية أوصلت العماد ميشال سليمان الى الرئاسة، بينما خسارته ستعني حاجته إلى ضمانةٍ داخليّة، بدءاً من رئاسة الجمهوريّة التي ستشكّل حينها خطّاً أماميّاً في الدفاع عنه.

باختصار، حزب الله غير المنهزم في الإقليم قد يقبل بتنازلاتٍ في الداخل، بينما سيبحث عن تعويضٍ داخليّ عن هزيمته في الإقليم، إن حصلت.

غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى