أبرز الأخبار

حتى لا يُصلَبُ المسيحُ مرّتين

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

إسرائيل نجمة إضافية على علم الولايات المتحد الأميركية. رَضِيَت هذه الأخيرة ولم ترضَ إسرائيل. الأصح ربما ومن دون مبالغة أن يقال أن نجوم أميركا جزء من نجمة داود. تريد اسرائيل أن تكون أميركا لا دولة حليفة فحسب ولكن دولة تابعة. احتلال وجداني عميق على لفلسفة وجود أميركا بحاجة إلى معركة استقلال. استقلال أميركا عن إسرائيل يشبه تمامًا معركة تحررها من نظامها العنصري ضد البشرة الملونة في الستينات. معركة أميركا ضدّ الصهيونية أشرس بكثير من معركتها لتحرير ما كان يُسَمّى بالعبيد السود لأنها معركة ضد احتلال صهيوني تجاهر به أميركا وتستميت للحفاظ عليه.

لا يتعجّبنَّ أحدٌ والحالة هذه استماتة الإدارة الأميركية في الدفاع عن الكيان الصهيوني ووضعها كل إمكانياتها في خدمته. في المحصّلة نحن أمام دولة واحدة بحكومتين لا دولتين لكل منها حكومة. دولتان في دولة واحدة وتماهٍ يصل إلى حدّ التوأمة. تصاريح رؤساء أميركا أنهم صهاينة بالسليقة هي إحدى تجليات هذه التوأمة. الرهان على موقف أميركي لصالح فلسطين وقضيتها سذاجة سياسية إذا افترضنا الجهل وخيار إذا افترضنا التجاهل.

لأميركا لغة واضحة ليست بحاجة إلى تفكيك رموز. تعلن ما لا تضمر وتضمر ما لا تعلن. تحذّر الكيان من توسّع المستوطنات وتؤيد ذلك في سريرتها. تعلن عن ضرورة إقامة دولتين وتؤيد القدس عاصمة أبدية لإسرائيل. تطالب الكيان بتحييد المدنيين وتتجنب الحديث عن إبادة جماعية للشعب الفلسطيني. أداؤها في العراق وأفغانستان مطابق لأداء إسرائيل في فلسطين. أميركا في هيروشيما وناغازاكي واسرائيل في غزّة نسخة طبق الأصل. هذا ليس إعلان أحقاد. هذا إعلان حقائق. أن تتغيّر أميركا فهذه رغبة طوباوية مستحيلة أشبه بالتلاعب بالجينات. الكروموزوم واحد. البويضة واحدة. كل ما في الأمر أنها مشطورة بالإزدواج ليس إلا.

الكنائس البروتستانية المتطرفة وراء هذا الحمل غير الحميد. كررنا هذا مرات عدة. أرض ميعاد الشعب اليهودي هي الخرافة التي يجهد القادة الأميركيون والصهاينة لفرض تصديقها على العالم. لم يسبق أن استحوذت خرافة خارج العقل على هذا القدر من التصديق. كذبة يراد تسويقها على أنها حقيقة. مليارات الدولارات أنفِقَت على الكذبة حتى باتت حقيقة راسخة في وجدان ” العالم الحر”. يكفي أن نعلم كيف أن صناعة السينما في العالم تجندت لإنتاج مئات الأفلام لدعم السردية الصهيونية لنستنتج كيف استحالت الخرافة إلى ” حقيقة”.
هرمجدون أو المعركة الفاصلة في فلسطين والتي ستعيد الأرض إلى اليهود. الجنود الإسرائيليون ينشدون هرمجدون في غزة. ألف عام من مملكة اليهود الموعودة تدعم معنويات الجيش الإسرائيلي في غزة. هرمجدون تتوسل أي صورة للانتصار تحقيقًا للخرافة. أي صورة حتى ولو كانت صورة لمصادرة فَردَتَي حذاء يحيى السنوار في أحد الأنفاق قي غزّة.

المسيحيون المشرقيون أول المستهدفين. لم تنجح البروتستانتية المتصهينة بأدلجتهم. لذلك هم أول الأهداف وأهمها للكيان الصهيوني. تدمير المسيحية المشرقية هدف إستراتيجي للصهاينة قد يكون أهم من أهدافهم في تدمير فلسطين. النموذج المسيحي المشرقي والذي يشكّل فيه لبنان العروة الوثقى هدف إسرائيل في المرحلة المقبلة.
التطبيع مع الدول العربية معركد هرمجدونية. الشرق الأوسط الجديد أيضًا. هرمجدون ضد المسيح المسيحي. انها صلب جديد لمسيح المسيحيين. هرمجدون ضدّ الإسلام الحقيقي. إنها مؤامرة بعض قريش ضدّ رسالة النبي محمد عليه السلام.

موجة المسيحية المتصهينة تلفح لبنان. إذا خسرت المسيحية المشرقية في لبنان والمشرق العربي هذه المعركة لا سمح الله ستكون كمن صلب المسيح متباكيًا عليه في الوقت ذاته. المعركة المقبلة ستكون مع بقية الله من المسيحيين الحقيقيين. علينا كمسيحيين واجب حمل الصليب الحقيقي لا حمل الصليب المزيّف والمنحول. علينا كمسيحيين أن نتمسك بالمسيح المسيحي لا بالمسيح الدجال. مسيرة درب الصليب ستكون بوعورة طريق الجلجلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى