أبرز الأخبار

الردّ على اغتيال موسوي.. إليكم السيناريوهات المحتملة!

الكاتب: شربل صفير

مثّل الهجوم الصاروخي” الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق مستهدفا “الجنرال رضي موسوي، أحد المستشارين الأكثر خبرة “في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، حدثًا فارقًا في التوتر الذي تشهده المنطقة، والآخذ بالتصاعد، حيث أكد مسؤول إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد إيراني محتمل يشمل إطلاق صواريخ من سوريا ولبنان انتقاما لمقتل موسوي.
وفي التفاصيل، كشفت صحيفة “جيروسالم بوست” أن إسرائيل تتوقع ردًا على الحادث على الجبهة الشمالية الحدودية مع لبنان، حيث يتبادل الجيش مع حزب الله القذائف والصواريخ منذ بدء حرب غزة، وقالت الصحيفة إنها استقت معلوماتها من مسؤولين عسكريين إسرائيليين، لكنها لم تذكر طبيعة الرد المنتظر على مقتل موسوي.. فكيف سيكون الردّ على اغتيال موسوي؟
هدف ثمين
تتعدد السيناريوهات المتوقعة للرد الإيراني ويذهب بعضها باتجاه تنفيذ اغتيال شخصيات اسرائيلية وبعضها الآخر يقلل من مفاعيل الرد الإيراني.
وفي هذا السياق، يقول العميد الركن خالد حمادة، في اتصال مع “جسور”، إنّ “عملية اغتيال موسوي مخابراتية تمّت نتيجة المتابعة، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأخير لمحاولة اغتيال، لكن هذه المرة نجحت ربما بسبب المتابعة من الداخل أو اختراقات داخل الحرس الثوري الإيراني أو لدى النظام السوري، فهذه تقاطعات مخابراتية لا يمكن لأحد الإلمام بتفاصيلها.”
وتابع حمادة: “لكن في مطلق الأحوال، رضي موسوي هو رفيق قاسم سليماني، وهو هدف ربما يكون أقل ثمنًا من سليماني لكنه هدف ثمين، والسؤال الذي يُطرح هنا: ماذا فعلت طهران لتثأر لاغتيال قاسم سليماني؟ يجيب حمادة: “لا شيء”!
وقال حمادة: “قرأنا العديد من التصاريح الأميركية التي تفيد بأنّ القيادة الإيرانية اتصلت بالأميركيين وأبلغتهم أنها ستقصف بعض المواقع حيث تتمركز القوات الإيرانية في العراق، لكنها ستقصف محيطها، وبالتالي أخذ هذا الثأر الإيراني أو ردة الفعل الإيرانية على محمل الجد وكأنها ستشكّل تحولًا كبيرًا لا أعتقد ذلك.”
“فاغتيال موسوي وفق حمادة، يأتي من ضمن اغتيالات عديدة نفّذتها إسرائيل لشخصيات إيرانية ثمينة ومنها شخصيات كانت لها علاقة بالمشروع النووي الإيراني، واختراقات مخابراتية عديدة لمنظومات وقواعد معلومات لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني”، مضيفا، أنّ “حزب الله غير قادر في هذه المرحلة على القيام بأي ردة فعل، وكل ما يجري في الجنوب يقع ضمن قواعد اشتباك لا يتجاوزها الحزب، وبالتالي أي هدف ثمين سيتعرض له الحزب ثأرا لرضي موسوي سيتجاوز قواعد الإشتباك هذه، وبالتالي أعتقد أنه لن يكون مطلوبًا من قبل إيران.”
وأشار العميد الركن المتقاعد لـ “جسور” إلى أنّ هذا الإغتيال سيمرّ كما مرّ مثله من قبل، وربما بالتنسيق بين المخابرات الأميركية وبين الحرس الثوري الإيراني، ربما سيمّر الاتفاق على عملية ثأرية شكلية لحفظ ماء الوجه لطهران وليس أكثر من ذلك، وما تريده طهران من الولايات المتحدة الأميركية هو البقاء في الإقليم والحفاظ على مكتسباتها، وبالتالي لن تُقدم طهران على أي عمل لا تنسّق فيه مع الولايات المتحدة الأميركية قبل تنفيذه.
تجاوز الخطوط الحمراء
من جهته، رأى المحلل السياسي الإيراني، صابر عنبري، أنّ “هذا الإغتيال يعكس تجاوز إسرائيل قواعد الإشتباك مع إيران في سوريا وتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة بين الطرفين بعد اغتيال قائد بهذا الوزن للمرة الأولى من قبل إسرائيل، لذلك ترى إيران أنه من الضرورة الرد على الخطوة الإسرائيلية، وتهديد إيران يصب في هذا المسار لأن عدم الرد على هذه العملية سيبعث ربما رسائل خاطئة إلى الطرف الآخر”.
ويضيف لـ “جسور”: “لكن في الوقت نفسه، هذا لا يعني أن طهران ستردّ قريبا، لأنه إذا راجعنا التصريحات الإيرانية التي خرجت خلال هذين اليومين، فإنها على الرغم من النبرة المتصاعدة للتهديدات فإنها تحيل الرد إلى المكان والزمان المناسبين، واليوم كان تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية واضحًا في هذا السياق، مشيرا إلى أن إيران ستردّ على هذه العملية في المكان والزمان المناسبين وبطريقة لا تحقق الأهداف الإسرائيلية من هذه العملية.”
وهنا تعتقد إيران، وفق عنبري، أن رفع إسرائيل سقف المواجهة بهذه الطريقة وفي هذا الوقت وفي خضمّ الحرب على غزة، هو للتستر على الإخفاقات في ميدان غزة وعدم تحقيق أي إنجاز عسكري في مواجهة المقاومة الفلسطينية، لذلك تحاول إسرائيل حرف الأنظار والإنتباه إلى ما هو أبعد من غزة.
“ثمن باهظ”
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، العميد رضا طلائي، توعّد في وقت سابق بـ “ردّ قوي وذكي” على اغتيال موسوي، سيكون “في زمان ومكان وبطريقة لا تحقق الأهداف التي تبتغيها إسرائيل من تنفيذ هذه العملية الإرهابية”، واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بالسعي إلى توسيع الحرب خارج نطاق غزة.
أما حزب الله، فقال إنّ اغتيال إسرائيل للمستشار في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي اعتداء صارخ وتجاوز للحدود.
وكان رضي موسوي اغتيل، الاثنين، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت محيط بلدة السيدة زينب في ريف العاصمة السورية دمشق، وهو أبرز قائد عسكري إيراني يُغتال بعد قائد “فيلق القدس” السابق الجنرال قاسم سليماني.
ويشكل فيلق القدس (واسمه رسميا “قوة القدس”)، ذراع الحرس خارج الحدود. وتلقى القوة، ودور الحرس خارج إيران عموماً، انتقادات العدو اللدود الولايات المتحدة التي صنّفته على لائحة المنظمات “الإرهابية” في العام 2019.
غارات سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها طهران سقوط أفراد من قواتها المسلحة في سوريا، حيث تؤكد أنهم موجودون في مهام “استشارية”.
وقالت إيران في وقت سابق من هذا الشهر، إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن قتل اثنين من أعضاء “الحرس الثوري” في سوريا، كانا يعملان كمستشارين عسكريين هناك.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ “حزب الله” اللبناني حليف طهران ودمشق، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تؤكد أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، خصوصا عبر “حزب الله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى