أخبار محلية

لبنان على موعد مع فترة ساخنة جدًّا لم يختبرها من قبل

كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:

قُدّر للورقة الكويتية أن تحظى باهتمام بالغ منذ لحظة تسلّم لبنان لها، وذلك بعد عاصفة من الأزمات الدبلوماسية مع الدول الخليجية.

وإن كان الواقع يشير إلى أنّ المبادرة ليست كويتية بل أتت بناء على مشاورات دول الخليج، فإنّ الردّ وإن لم يكن على حجم التوقعات كما يُتوقع خاصة أنّ تطبيق القرار 1559 من ضمن المطالب، فيعني الاقتراب من ارتطام جديد وأزمة جديدة.

الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس، يرى في حديث لـ “السياسة” أنّ الردّ اللّبناني غير شرعي أساسًا وكان يُفترض به أن يمرّ أولًا ويُناقش في مجلس الوزراء. ومن هذا المنطلق فإنّ ورقة الردّ هي لـ “حزب اللّه” عبر أدواته المتمثلة برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية.

لافتًا إلى أنّ هذا الردّ هو الثاني ويحمل طابعًا سياسيًا، فيما كان الأول بطابع عسكري بعدما قصف الحوثيون دولة الإمارات في اليوم الثاني للمبادرة.

ويتوقع بولس أن تكون تداعيات الردّ بما يحمله كبيرة بالنسبة للبنان الذي يخرج عن الشرعية العربية ويمضي باتجاه عزلته على وقع المزيد من المقاطعة العربية. من دون أن يخفي خشيته من تعليق عضوية لبنان في جامعة الدول العربية كونه بات منصة تهدد الدول الصديقة.

ما يقوله بولس يتقاطع وبشدّة مع تحذيرات المصادر الخليجية التي أكدت لـ “السياسة” أنها كانت تتوقع ردًا لبنانيًا لا يتقاطع مع جوهر مطالبها ولا سيّما في ما يتعلق بالقرار 1559 وتسليم حزب الله لسلاحه. واصفة إياه بـ “الكلام الدبلوماسي المعسول”، في حين يُطلب من الدولة اللّبنانية التحرك فعلًا.

ومن هذا المنطلق، شددت المصادر على أنّ التصعيد سيشمل عدم إعادة سفراء الدول الذين كانوا قد سُحبوا على أن يبقى باب المساعدات المادية مقفلًا لفترة طويلة من دون أن تنسى التلويح بإمكانية تعليق عضوية لبنان في الجامعة العربية.

وعليه، فإنّ لبنان على موعد جديد مع فترة ساخنة جدًّا لم يختبرها من قبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى