أخبار محلية

الرياض تريد حلفا سنيّا مارونيا درُزيا… ومن هو الانتحاري؟

حضَّ سياسي مخضرم مرجعية سنية على تقدم الصفوف وتعبئة الفراغ الذي خلفه سعد الحريري ، والطريق معبدة لوراثة الارث السياسي للشهيد رفيق الحريري والقيام بدور رياض الصلح وتقي الدين الصلح ورشيد كرامي وصائب سلام في هذه المرحلة ، وكان رد المرجعية السنية ، هذا الدور ثمنه محاربة حزب الله ولست جاهزا لهذه المهمة الانتحارية وافضل سلوك خيار الرئيس سعد الحريري في هذه الحالة وعدم تكبير الاحجام ؟

كلام المرجعية السنية يعكس قرارا سعوديا واضحا بفتح المواجهة مع حزب الله الى النهاية مهما كانت تداعيات ذلك على البلد ، والرياض حسب المطلعين على الموقف السعودي تريد ترتيب اوراقها على الساحة البيروتية وفي سوريا واليمن قبل دخول المنطقة عصر الاتفاق النووي مهما كلف الامر ، وتركز على لبنان لمعرفتها باهمية دوره في رسم توازنات المنطقة الراجحة لايران بوجود حزب الله وقوته في لبنان وسوريا وعلى امتداد المنطقة .

وحسب المتابعين ، ان الرياض تريد حلفا سنيا درزيا مارونيا لمواجهة حزب الله وتامين الغطاء السياسي والطائفي للدكتور سمير جعجع وتسويقه في الشارع الاسلامي، وهذا من رابع المستحيلات ويمثل قمة الغباء السياسي ، والوحيد القادر على هذه المهمة بهاء الحريري ، وبالتالي فان المطلوب من ميقاتي والسنيورة وتمام سلام سعوديا اعلان الولاء لبهاء الحربري الذي سيستقر في قصر قريطم والجلوس على كرسي الشهيد رفيق الحريري وتعبئة الشارع السني ضد المقاومة ، وحسب المتابعين ، فان المطلوب سعوديا من بهاء الحريري مطلوب من وليد جنبلاط ايضا لجهة الانخراط في مواجهة حزب الله كي تفتح ابواب الرياض امامه ، وحسب المتابعين ايضا ، فان هذا الدور من المستحيل ان يؤديه جنبلاط ، واعتداله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة لم يعجب الرياض لجهة اعلانه عن عدم القدرة على تنفيذ ال ١٥٥٩ ، وانتقاد التخلي العربي عن لبنان ، وتطرقه الى عدم فهم القيادات الشابة في السعودية والخليج للخصوصية اللبنانية بعكس الملوك فهد وعبدالله وسلمان فيما الجميع يعلم توجهات ولي العهد محمد بن سلمان للتخلص من ارث الماضي وسلوك طريق التجديد في حكم المملكة ، وبالتالي وحسب المتابعين ، فان حلف جنبلاط جعجع انتخابي بامتيار وهذه هي حدوده، بعكس ما تتمناه الرياض وما تحضره من ادوار مقبلة لسمير جعجع وربما تبنيه رئيسا للجمهورية وهذا لا يمكن ان يوافق عليه جنبلاط ولن يتحقق حتى لو اجتاحت اسرائيل البلد ، وهذا النهج ضرب من ضروب الخيال السعودي في التعامل مع لبنان مهما بلغ حجم التدخلات السعودية والخليجية والعالمية وتعاظمها فانه من المستحيل الحصول على الاكثرية الكاسحة ب٨٥ نائبا ، اما سلوك طريق التفجير الامني فلن ينجح لعاملين:

١-قوة حزب الله وقدرته على تفكيك الالغام ورفضه الانجرار الى لعبة الدم ، والحرب يلزمها طرفان ، والطرف الاقوى القادر على المواجهة والحسم هو حزب الله الذي لن ينخرط في هذا السيناريو المدمر مهما بلغت الاستفزازات.

٢- القلق الاميركي من تفجير الساحة اللبنانية ، وهذا القلق يشمل الاوروبيين ايضاً، وواشنطن تعرف جيدا من خلال الحرب السورية قدرات حزب الله وخبرته في الميدان وتعرف جيدا ان حزب الله قادر على الحسم خلال ساعات مهما بلغت « بهورات « البعض ، وتعرف قدرات الاخرين وان الحزب تفوق على الجيش الاسرائيلي في كل المواجهات بينهما ، وتدرك ان انهيار البلد يعني سيطرة حزب الله وخروجها من لبنان وليس اي طرف اخر مهما بلغ التحريض السعودي ، وهذا ما يؤكد التباين بين واشنطن والرياض في لبنان خصوصا ان الاميركيين قرؤوا كلام السيد حسن نصرالله الاخير وقوله « لا نريد قبعكم من لبنان ولا تجبرونا على فعل ذلك والقرار لكم « ووصلت الرسالة جيدا وتلقفتها واشنطن برسالة الى الحزب تضمنت الدعوة الى حوار مباشر رفضته حارة حريك لانها تريد حصر الامور في نقطة محددة تتعلق بالاستقرار، وتلقفت واشنطن الاشارة جيدا .

وبراي المتابعين ، ان الورقة التي حملها وزير الخارجية الكويتي صاغتها السعودية ووافقت عليها واشنطن ، ولدول الخليج تحفظات عليها ، وجاء التأييد من باب التضامن مع الرياض في أوج مازقها في اليمن ، وكان لافتا جدا اعلان الكويت عن درس اعادة اعطاء التاشيرات الى اللبنانيين وحرص الامارات على افضل العلاقات ولذلك لن تصل الورقة الى اي مكان ، علما ان وزير الخارجية الكويتي رد على الرئيس عون عندما ابلغه عدم القدرة على تنفيذ ال ١٥٥٩ « فخامة الرئيس نحن نعلم وحسب تصريحاتكم انكم الاب للقرار ١٥٥٩ وانتم من صنعتموه « كما اشاد امام ميقاتي بمواقف الرئيس الحص الرافضة لغزو الكويت والمدافعة عن الخليج في فترة الوجود السوري وفي المراحل التي شهدت تباينات بين السعودية وسوريا ، وهذا هو المطلوب من لبنان .

لكن المتابعين يتوقفون امام هزالة المشهد السياسي والتسابق للتبرؤ من سعد الحريري الذي اقدم على خطوة لا يتجرأ اي سياسي لبناني على سلوكها ، و سينصف التاريخ حتما هذا الرجل الذي فضل الاعتزال وفقدان الثروة على سلوك طريق تفجير البلد وخرابه وتجنيبه بحورا من الدماء والدموع .

رضوان الذيب – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى