بأقلامهم

٤ آب،اهتز العالم بهذا التاريخ ولم تهتز ضمائر حكامك يا لبنان

ميشال جبور

منذ سنتين،قلنا،كم من مرة يجب أن تُدمر بيروت قبل أن نستيقظ،قلنا،بأننا أنزلنا بأنفسنا دمار لم يجرؤ عليه العدو الإسرائيلي،لماذا،لأن من يحكمنا هم طغاة وتجار دم وعرفنا فيما بعد أنهم تجار نيترات الأمونيوم.
استباحوا كل شيء،معيشتنا وكرامتنا ودواءنا وأموالنا إلى أن استباحوا بيروت بعمقها تلك البريئة التي يشهد لها العالم بأنها سويسرا الشرق وبشرورهم النهم للمال وجني الأرباح على حساب أرواح اللبنانيين،دمرت بيروت على رأسنا فيما هم تقاذفوا الإتهامات والتجديف وأوقعونا في فخ مميت،آلاف هُجروا من منازلهم،ستة آلاف جريج ومائتي وإثنا وثلاثين شهيد.
بيروت إلى اليوم تدمي وإهراءاتها العالمية بالمواصفات تنهار شيئاً فشيئاً فيما المنظومة البائسة تعاملها بالرخص وكأن شيئاً لم يكن.
٤ آب صرخة بيروت لكل العالم كي ينجدها من براثن حيتان الحكم والمال الذين ازدرؤوا ببيروت فحولوها لمدينة منكوبة بعد أن كانت قبلة العالم والسياحة والطبابة والإستشفاء،كان لبنان مستشفى الشرق فأصبح بحاجة لمن يداوي جروحه ويضمدها.
لبنان انجرح بذاكرته وطعن بصميمه وكيانه عندما تدمرت عاصمته أما حكامه فيجولون ويصولون ليجدوا كبش محرقة كي ينجوا بفعلتهم الشنيعة.
يتعالون على القانون ويتعمدون إلغاء كل من يقترب من جلبهم للعدالة لكن عدالة السماء قريبة وسيلقون يومهم لأن ٤ آب لن يتحول لمجرد ذكرى قاهرة بل سيبقى نداء عدالة في صدر السماء لبيروت وأهاليها والحساب آتٍ لا محالة،في ٤ آب،اهتز العالم أجمع أما ضمائر حكامك يا لبنان فميتة تماماً كتجار الدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى