بأقلامهم

هل يكون مصير المنطقة المتنازع عليها كمصير الجولان؟!

ألمحامي لوسيان عون

قانون مرتفعات الجولان هو قانون إسرائيلي تم التصديق عليه من قبل الكنيست بأغلبية ٦٣ صوتا مقابل ٢١ ضده، في ١٤ كانون الأول عام ١٩٨١. ومع أن القانون لم يستخدم هذا المصطلح، فقد اعتبره المجتمع الدولي وبعض أعضاء المعارضة الإسرائيلية ضمًا لهضبة الجولان.

تم إقرار القانون بعد نصف عام من معاهدة السلام مع مصر والتي تضمنت الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء.

في شباط عام ٢٠١٨، صرح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو أن “مرتفعات الجولان ستبقى إسرائيلية إلى الأبد”،وفي ٢٥ آذار ٢٠١٩، أصبحت الولايات المتحدة أول دولة كبرى تعترف بمرتفعات الجولان كأرض إسرائيلية.
نورد هذه الحقائق لأن اوجه الشبه والقواسم المشتركة تربط ما بين الجولان والمنطقة البحرية المتنازع عليه بين لبنان واسرائيل ،وهي التي تفوق مساحتها الالفين ومئتين وخمسين كيلومتراً مربعاً وقد باتت منذ اسبوعين تقريباً بحكم المحتلة اسوة بهضبة الجولان، في وقت تختزن هاتين المساحتين ( البحرية والبرية) اكبر مخزون نفطي وعالي الجودة، كما أن إسرائيل سارعت اليوم الى الاعلان عن ان المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل هي منطقة إسرائيلية تخضع لسيادتها في موقف متقدم نوعي وخطير ينذر بأشد المواجهات والاستهدافات لدولة محتلة تغتصب مساحة تساوي ربع مساحة لبنان تختزن مئات التريليونات من براميل النفط والغاز يقدر ثمنها بمئات المليارات من الدولارات كفيلة بسد عجز لبنان وما يماثله اضعافاً مضاعفة.
لبنان اليوم يتعرض لافظع عملية قضم لمياهه الاقليمية ومخزونه النفطي ان لم تكن الدولة العبرية قد باشرت به منذ سنوات طويلة،فيما حكامه يتنازلون عنه مجاناً بمقابل او بدون مقابل او كراسي ومناصب، ويتواطأون عليه بعدما نهبوا شعبهم وخزينته وممتلكاته في حين ان المرسوم ٦٤٣٣ اضحى يتيم الاب والام وقد تنكر له مسؤولوه في أكبر عملية بيع لكرامة لبنان وشرفه وعرضه،
يبقى ان ارسال المسيرات لتخويف العدو لا تجدي نفعاً في زمن التخلي وبيع الارض ،
فايران وسوريا تقصف قواعدها بشراسة بينما الدب الروسي نائماً ان لم يكن مشاركاً من تحت الطاولة بتغيير موازين القوى وقلب المعادلات في الشرق الاوسط.
يبقى سؤال محير وجيه؟

هل كانت سفن التنقيب العملاقة مطمئنة لعدم التعرض لها لو لم تكن حائزة للضوء الأخضر للتنقيب في هذه البقعة الجغرافية المتنازع عليها؟

نترك الجواب للايام بل للاسابيع المقبلة التي سوف تثبت ان كان من مناورة ام تمثيل ام فعلاً مقاومة شرسة دورها التصدي واغراق هذه السفن العملاقة التي جاءت لضم ما يناهز ربع مساحة لبنان الى اسرائيل كما ضمت الجولان الى اراضيها ” الى الابد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى