أبرز الأخبار

نواب الحداثة اكتشفوا اليوم البارود!

 

المحامي لوسيان عون

ثلاثون عاماً، منذ العام ١٩٩٢ اين كنتم في السياسة، في التشريع، في اداء المجلس،
اين كنتم من الحياة البرلمانية التي اعتاد عليها نوابنا ونشأوا ،
أين كنتم من ثقافة الأستاذ، ثقافة مدرسة الروضة، ثقافة الفرض والترويض،
أين كنتم من معسكر التدريب والتخصص في الصمت والسكوت والتدجين،
أين كنتم من ثكنة الماريشال الذي حكم ثلاثين عاماً دون انقطاع، وقد دخلتم اليه على اساس التغيير والتطوير والتحسين، فتم التجديد له والتمديد المديد مع اعلان النصر الاكيد ولربما صفقتم واحتفلتم، والثابت ان احداكم هللت واحتفلت بقائدها العظيم لادائه البطولي،
اكان ذلك بوعي او بدونه،
فتفاجاتم اليوم بنمط اعتاد عليه لعقود، لدى إسكاتكم قبل ان يتنطح متطفل ويكمل الدرس ويلقنه لاحداكم عبر وصفكم بالزرازير الصراصير……
صراصير لانكم صمتتم اليوم،
لانكم خشيتم المواجهة
لانكم لم تيقنوا بان هذا المجلس هو ثكنة في قلعة عمرها ثلاثون عاماً…
الداخل اليها مدروس مرصوص مدجج وحائز على شهادة تطويع وانخراط في منظومة شعارها الامتناع عن الرد او التعليق او المواجهة، والتأييد دون شروط وبنود،والسكوت والاكتفاء بالحضور، وتبريك المكتوب والمفروض،
انه المعسكر الجارف الجامع المهلل والمطبل الذي يرفض المنتفضين والخارجين عن منظومة الاذعان ومعسكره اللعين ،
فوجئتم اليوم لانكم لم تكن تدروا الى اين انتم آتون وبماذا انتم منخرطون
فوجئتم بمنظومة الاسكات والطحن والطبخ والاعداد والتجهيز
فوجئتم بوصولكم الى مطبخ الوجبات المعلبة الجاهزة،
فوجئتم لانكم تعترضون على ما أعدّ لكم من نكهات لا تشبه انظمتنا الديمقراطية والليبرالية والحرة ،
لا ايها السادة،
لا تظنوا انكم سوف تغيرون او انكم قادرون على الاطاحة بما هم يعدّون،
فاما بدلوا تسميتكم من ” التغييريين” إلى ” الضائعين” أم ” الصامتين” أم ” المحرومين”
وإلا
فانتظروا السنوات الاربع الى حين يكون الشعب اللبناني قد تلقف درس ١٥ ايار الماضي….
واخذ العبر مما جنت يداه على مجمل فئاته التي اقترعت من غير ” الصح”
سواء اولئك الذين اقترعوا لكم وندموا
ام اولئك الذين اقترعوا للمنظومة الفاسدة،
ام الذين ذهبوا الى الجبال والبحر للاستجمام…..
اليوم ها نحن ندفع ثمن خياراتنا جميعاَ….
لعل ما كان يجب فعله في ١٧ تشرين ٢٠١٩ قد فاتنا الى الابد….. واليوم نحصد ما زرعناه…. بل كل يوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى