أبرز الأخبار

نائبٌ يعتقد أن في جعبته أصواتاً تفوق أصوات معوض… هدفه النيل من الاخير

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

يتخبّط فريق المعارضة بين جدران النائبين ميشال معوض ونعمة افرام، الأول يعتقد أنه المرشّح الأوحد لمنصب رئاسة الجمهورية، والوحيد القادر على مواجهة “حزب الله” وحلفائه. أمّا الثاني فيريد الإطاحة بالأول أو بترشيحه إذا صحّ القول، ويسعى إلى خلق حالة نيابية يجيّرها لنفسه، ليحلّ محل معوض رئاسياً خلال المرحلة المقبلة.

ليس هكذا تُدار المعارك الرئاسية، ولا بهذه الخفّة نملأ الشغور الرئاسي الذي قد يطول حتى صيف العام الجاري. وإذا كنا كلبنانيين ننتظر انتهاء مسرحية ميشال معوض “الرئاسية” علّنا ننجح في انتخاب رئيسٍ للجمهورية، فإننا بغنى عن الدخول في متاهات نعمة افرام وعبثية طموحاته “الرئاسية”، خصوصاً وأن الرجلين يجمعهما أمرٌ واحد هو استحالة وصول أحدهما إلى سدة الرئاسة.

 

يروّج أفرام لدى “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الإشتراكي والكتائب والمستقلّين والتغييريين، أنه يتقدّم على معوض بعدد الأصوات، ويسعى إلى إقناع قوى المعارضة بترشيحه بدلاً من معوض الذي وصل إلى حائطٍ مسدود بعد فشله في الوصول إلى حاجز الـ 50 صوتاً رغم الدعم الكبير الذي تلقاه من الداخل والخارج.

من المستغرب أن يعتقد افرام أن في جعبته أصواتاً تفوق أصوات ميشال معوض، وذلك لأنه تناسى أن القوات والكتائب والإشتراكي، غير متحمّسين للسير به كمرشّح رئاسي، حتى في حال قررت قوى المعارضة القفز من مركب ميشال معوض، فهي حتماً لن تركن إلى مركب نعمة أفرام.

ميشال معوض شخصياً ونواب كتلة “تجدد” أشرف ريفي وفؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح، لا يمنحون اصواتهم لنعمة أفرام، إلاّ إذا كان فعلاً يحتاجها للوصول إلى عتبة الـ 65 صوتاً، وإلاّ يكون ترشيح أفرام هدفه فقط الإطاحة بمعوض، وهذا ما يريده أفرام.

في حسبةٍ بسيطة، يتبيّن أن بحوزة افرام صوتين فقط، الأول صوته، والثاني صوت حليفه النائب جميل عبود. غير ذلك لا يمكن لافرام الإدعاء أنه قادر على تغيير المعادلات والموازين. والمطلعون على ما تشهده الغرف المغلقة يعلمون أن حراك افرام عنوانه “دخان من دون نار”.

أمّا في ما يتعلق بالمرشّح معوض، يمكن القول إن هذا الترشيح بات بلا مفعول كي لا نقول منتهي الصلاحية. لكن ما يبقيه في أعلى قائمة مرشّحي المعارضة، هو عدم وجود مرشّح جدي بدلاً منه، يحظى بموافقة جميع القوى السيادية من القوات والكتائب والإشتراكي والنواب التغييرين والمستقلين.

وهنا تكمن مسؤولية هذا الفريق الذي لم يذق طعم النجاح في أي امتحان أو استحقاق منذ الانتخابات النيابية التي جرت في أيار 2022. لذلك على جميع القوى واذا كانت حقاً تخشى وصول مرشّح من محور الثامن من آذار، أن تبادر سريعاً إلى اختيار مرشّحٍ ينال جميع الأصوات المعارضة التي تتخطى الـ 65 صوتاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى