أخبار محلية

ماراتون الخيانة

ريمون متري –   موقع  mtv

هل يَعْلَم رئيس الجمهورية، هل يَعْلَم رئيس مجلس النواب وهل يَعْلَم رئيس مجلس الوزراء أن لبنان يملك قسماً من حقل كاريش، وأن شركة Energean وقعت من خلال وحدتها الإسرائيلية Energean Israel اتفاقية لبيع وشراء الغاز مع EH Partnership، وستوفر Energean ٨٠٠ مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سَنَوِيًّا لشركة EH Partnership من حقل كاريش؟

وأن شركة Energean لديها ضمانات “لبنانية” بعدم التعرض لباخرتها التي كلفتها مئات ملايين الدولارات، ولو لم يكن لديها ضمانات لما كانت خاطرت باستثمار بهذا الحجم في منطقة متنازع عليها!

وأن تفجير مرفأ بيروت له علاقة باستخراج الغاز من حقل كاريش وترسيم الحدود.

لماذا ألغى حسان دياب زيارة مرفأ بيروت قبل تفجيره في آب ٢٠٢٠ ولم يفعل شيئاً لتفادي تفجير بيروت؟

رئيس الجمهورية كان يعلم بوجود النيترات في مرفأ بيروت وخطرها الداهم وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ولم يفعل شيئاً لتفادي تفجير بيروت. ولماذا لم يوقع تعديل المرسوم ٦٤٣٣؟ وبينما كان فريق لبنان المفاوض يتفوق على الوفد الإسرائيلي كانت الحلقة القريبة من رئيس الجمهورية تهاجم فريق لبنان المفاوض بشكل أو بآخر! كيف نترجم ذلك في لغتنا العامية؟

ما هي المقايضة وما هو الثمن الذي حصلت عليه الجريمة المنظمة منذ ٢٠٠٧ حتى يومنا هذا مقابل تدمير لبنان من دون رصاصة واحدة؟

طبعاً خرج حزب الله الرابح الأكبر حتى الآن بعد أن اختبأ خلف قرارات المنظومة الحاكمة بالتنازل عن حقوق لبنان، وثم ذهب يهدد بحرب لحماية حدودنا ليحجز لنفسه “مقعد المقرر والحامي لحقوق لبنان” بينما الحقيقة هي عكس ذلك، إذ تَعَمُّد حزب الله حماية ما يسمى “بالسياسيين” الذين قايضوا مصالح وحدود لبنان منذ ٢٠٠٧ حتى الآن وهو كان موافقاً وإلا لما تجرأ أي عضو من الجريمة المنظمة على القيام بأي عمل خلافاً لسياسته.

واليوم نحن أمام خيارين لم نخترهما، الأول التسليم بأن حزب الله قادر على المبادرة وافتعال حرب لا نريدها والثانية السكوت والتنازل عن الخط ٢٩. طبعاً نرفض الخيارين

جملة وتفصيلاً. أما الحل السلمي والسليم هو بتوقيع رئيس الجمهورية إذا كان فعلاً رئيساً على تعديل المرسوم ٦٤٣٣ وكان عليه أن يوقعه منذ زمن بعيد لتفادي ما وصلنا إليه.

يؤلمني عندما أسمع نائب رئيس مجلس النواب يقول عن موظف أميركي أتى إلى لبنان ليكرس تنازل ما يسمى بالرؤساء الثلاثة عن حقوق لبنان أنه “أدمي” وكأنه طالب زواج! وفي اليوم التالي يرى العالم مقابلة مع نفس الموظف يتكلم عن الدولة اللبنانية باستهزاء! ولا ويفاجئني لأنه ثمرة عمل الجريمة المنظمة الدؤوب لتدمير لبنان. “نحصد ما نزرع” طبعاً لا ألوم الموظف لما يقوم به لأنه يعمل لمصالح بلده وهذا شيء طبيعي، لأن كل دولة تعمل على حماية مصالحها باستثناء حكومات لبنان المتعاقبة.

إن السكوت ووضع الرؤوس في الرمال لعدم حماية حدود لبنان الاقتصادية هي بمثابة خيانة وعمالة! وكأننا أمام “ماراثون الخيانة”، من يربح؟

ولكن مهلاً، القصة لم تنتهِ لأننا نزرع فكر عدم الإفلات من العقاب وحصادنا سيكون العدالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى