أبرز الأخبار

لوتو السيّد الرئاسي: فرنجية الاثنين وباسيل الخميس

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

في دعاية اليانصيب الوطني التلفزيونية المعروفة، حول سحب جائزة اللوتو، ترد عبارة “إذا مش التنين الخميس”. وهذه العبارة التي صارت مثلاً يستخدمه اللبنانيون في مناسبات عدة، جاء دورها اليوم في مقاربة “حزب الله” للاستحقاق الرئاسي.
وفق معلومات مصدرها أوساط مطلعة على ما يدور خلف كواليس الحزب في التعامل مع هذا الاستحقاق، فإن رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية يتصرف حالياً وقبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول المقبل، على أساس أنه مرشح الأمين العام السيد حسن نصرالله. وعلى الرغم من أن هذه المساندة من الأخير غير معلنة رسمياً، فإن هذه الأوساط تؤكد أن زعيم “المردة” يعمل على هذا الأساس، بناء على ما تلقاه من معطيات من معاوني زعيم الحزب الذين يتولون الاتصالات بإسمه مع كل من فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. وعلى قاعدة هذه المعطيات، فإن زعيم “المردة” قد نال تعهداً بتأييد 30 نائباً ذوي صلة مباشرة بكل من “حزب الله” وحركة “أمل”. على أن يتم توفير دعم من 31 نائباً من ينتمون إلى “التيار الوطني الحر” ومستقلين ما يرفع عدد المؤيدين إلى 61 نائباً. عندئذ، وعندما تنعقد جلسة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في وقت لاحق الشهر المقبل، ستجري اتصالات كي ينضم إلى مؤيدي فرنجية نواب “اللقاء الديموقراطي” بقرار من زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
إذاً، فإن الفرصة المتاحة أمام فرنجية كي يصل إلى قصر بعبدا ستكون خلال الشهر المقبل.
وبدا باسيل، الذي يجاهر بعدم تأييد فرنجية، مستعداً لتوفير نصاب جلسة إنتخاب إذا ما أراد “حزب الله” ذلك حتى لو بقيَ عند كلمته بعدم التصويت لفرنجية. لكن، معاوني نصر الله أبلغوا فرنجية أن عليه أن يعمل على توفير تفاهم ثنائي مع باسيل، كي يسهل على الحزب إقناع رئيس “التيار” بمؤازرته في الوقت المناسب، على أن يبدأ هذا التفاهم بين حليفي الحزب بعقد لقاء ثنائي بينهما والذي لم يتم حتى الآن منذ مأدبة الإفطار الرمضانية التي أقامها نصر الله لهما قبل أشهر في الضاحية الجنوبية لبيروت. ووفقا للأوساط المشار إليها آنفاً، فإن فرنجية لا يزال متردداً حتى الآن في طلب لقاء مع باسيل الذي أوضح في حديث أجرته “النهار” أخيراً معه، عندما سئل لماذا لا تلتقيان؟ فأجاب: “لا أعلم، أنا لديّ حسابات غير حساباته”. في المقابل، علّق فرنجية على كلام باسيل الذي قال أنّه “لن ينتخبه حتى لو طلب منه السيد حسن نصر الله ذلك، إلا إذا كان في انتخابه مصلحة للبلد”، قال فرنجية: “حبيب قلبي جبران باسيل، لأنّو عمل هيدا الحديث اليوم لردّ عليه… ما رح ردّ عليه”.
آخذاً بكل الاعتبارت التي تحكم العلاقات بين حليفي “حزب الله” اللدوديّن، فإن احتمال عدم محالفة الحظ فرنجية في السباق الرئاسي خلال تشرين الأول وارد. لهذا سيكون سيناريو الحزب لما بعد الشهر المقبل، عندما تبدأ فترة الشغور الرئاسي هو اعتماد ترشيح باسيل ورقة في السباق سواء فاز رئيس “التيار” أو لم يفز. أما الأخير، أي باسيل، فهو يتصرف على أساس أن حظوظه ستكون أوفر في فترة الشغور الرئاسي أكثر مما هي في فترة الاستحقاق في موعده الدستوري.
وما يراهن عليه العهد، هو أن لا تكون انتخابات رئاسية في المدى الفاصل عن نهاية الشهر المقبل. والهدف هو تحسين الفرص أمام وريث العهد كي يصل إلى بعبدا. ولذلك، ليس صعباً الوصول إلى أدلة على الرهان ، وهي موجودة في السعي إلى تشكيل حكومة إنتقالية تدير الفراغ الرئاسي بعد 31 تشرين الأول، على أن تكون ذات حصة وازنة للعهد وحلفائه، كي تمسك بقرار السلطة التنفيذية، وتعيد ما أمكن تجربة حكومة آخر عهد الرئيس ميشال سليمان عام 2014، والتي في أيامها وصل العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا.
في سبيل وصول باسيل إلى قصر بعبدا، “كل شيء يهون” كما يقال. وبالعودة إلى آخر حديث صحفي لوريث العهد، يتبيّن أنّ كل رهان “التيار” هو على “حزب الله”. فرئيس “التيار” لم يترك شاردة أو واردة كي يشيد بالحزب وزعيمه. ومن بعض ما قاله: “…سلاح “حزب الله” مقتنع به كثيراً في وجه إسرائيل للحصول على حقل قانا ولترسيم الحدود… ليس السلاح ما منع خطة التعافي والسياسة المالية والاقتصادية بل قام سياسيون آخرون بذلك… نحن لم ندفع دماءً في لبنان، عندما مات مقاومو “حزب الله” في الجنوب ومع “داعش”.
ماذا عن “حزب الله” الذي ينال كل هذا التعظيم على لسان باسيل، وهو مديح لم يصل إلى مستواه كلام أي سياسي في الوسط اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً؟
وفق كل المعطيات، لم يعد “حزب الله” في وضع مشابه للعام 2014 عندما وضع ثقله، كي يصل مؤسس “التيار” إلى قصر بعبدا ونجح في ذلك عام 2016. وهو اليوم، يتصرف بورقتي رئيسي “المردة” و”التيار” على قاعدة الاحتياط ولكن ليس على قاعدة الثقة بتكرار تجربة العماد عون. ولأن الحزب، وهو على هذه الحال، فإنه يتعامل مع هاتين الورقتين، وكأنهما من أوراق اليانصيب، فإما تصيب في “سحب الاثنين”، وإما تصيب في “سحب الخميس”، على غرار دعاية اليانصيب المعروفة. لكنها ستكون ضربة حظ نادرة أن يحالف نصر الله في كسب يانصيب أي ورقة من الورقتيّن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى