بأقلامهم

كلمة السر الدولية مفتاح الفرج!/ ألمحامي لوسيان عون

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

طرق رئيس الجمهورية الفرنسية الباب الخليجي عبر المدخل السعودي فكان الجواب السعودي من الحاسوب الأميريكي مختصراً كلمة سر رقمية ثلاثية للولوج إلى حل ازمة خال بعض الساذجين انها سوف تكون حلّت عقدها باستقالة وزير، فكان الحل مختصراً مقتضباً معبراً ومحضراً سلفاً علاوة عن طلب الإصلاحات مؤلفاً من ارقام ثلاثة : 1559 ، 1701 ، 1680 مع نقطة عالسطر.
هذا ” الكود” الصادم للبعض عاد به ماكرون ادراجه دون ان يترك اتصال الملك السعودي بالرئيس ميقاتي أي نتائج تذكر ما خلا المجاملات البروتوكولية، طالما ان العبرة بالأفعال لا الاقوال، بانتظار إنقاذ موعود منذ تاريخ تأليف الحكومة في 10 ايلول المنصرم.
الرئيس ميقاتي يعرف تمام المعرفة أن لائحة المطالب واضحة وساطعة كالشمس تتمثل بالاصلاحات المنتظرة والمرجوة من قبل البنك الدولي مضافاً اليها تطبيق القرارات الدولية
: 1559 ، 1701 ، 1680 وهي تختصر مطالب مزمنة اذا ما حلت فيكون لبنان قد فكت عقدته وانتزع من مساره شوكاً وقيوداً وأغلالاً قوضت واعترضت نهوضه وشلت اقتصاده ونموه على مدى عقود من الزمن.
وان اعتقد البعض ان استقالة الوزير قرداحي تشكل الحل ،فهي لن تكون الا مبادرة على طريق تصحيح المسار، لكن ما استشف مما تسرب من مطبخ الممانعة ان ما بين المطالب السعودية ومطالب إيران سنوات ضوئية لن تحلها زيارة الرئيس الفرنسي الذي لم يمض وقت بعيد على إجهاض مبادرته التي رعاها العام الماضي والتي لم تتكلل بالنجاح بل افضت الى معالجة الداء بالداء بعد طول انتظار.
في المحصلة عرفت السعودية ومن خلالها دول الخليج العربي اعادة التموضع على الحلبة السياسية في لبنان واستقطاب الانظار واعادة احتلال موقع بارز على طاولة المفاوضات في لبنان، وهي بذلك تجاهلت اول تنازل منحتها اياه الموالاة عبر التضحية بوزير بارز لديها، وقد رفعت سقفها الى اعلى المستويات عبر شروط ان لم يقال عنها تعجيز فهي مطلب فرنسي – اميريكي دائم قبل ان تكون مطلباً خليجياً في اوج صراع إقليمي محتدم بينها وبين إيران التي تنتظر على لياليها في فيينا مصير المفاوضات النووية، وهي على قاب قوسين ما بين الإنفجار والإنفراج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى