أبرز الأخبار

قناة “الجديد” تفتح النار على بري وميقاتي: لن ننزلق الى “بري-نتش”

” الجديد ”

صدر عن قناة “الجديد” ما يلي:

انشطر لبنان على توقيتين وساعتين وزمنين: توقيت عالمي يتقدم.. وآخر محلي متخلف ساعة إلى الوراء، فيدراليون منذ التكوين.. وهذه الفدرالية أسسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وسار بها الرئيس نجيب ميقاتي بموجب قانون الامر والطاعة، والرئيسان برجعية وطائفية باعا المسلمين الصائمين وقتا وهميا، واشتريا ساعة لمساومة الرب والتحايل على شهره الكريم وإيهام الناس أن شروقهم صار غروبا، وأن ساعات الصوم ستجد لها أسبابا تخفيفية، كذبوا عليه تعالى.. وفي لحظة دردشة مصورة عن سابق إصرار وتعميم، ظهر بري كفانوس رمضاني.. وميقاتي حمل الطبلة كالمسحراتي، لكن المؤمنين سالفي الذكر كانا قد لعبا بساعة الأرض وسرقا ستين دقيقة قلبت النظام، اتحد المسيحيون للمرة الاولى على رؤية شهر ثالث عشر, لا يشبه الأشهر المعتادة.. فأعلنوا الانقلاب على القرار وصولا الى الطعن في ساعته.. وقررت وسائل اعلامية التزام التوقيت الصيفي وعدم تطبيق الفتوى الحكومية ابتداء من هذه الليلة، وأمام سوريالية المشهد.. مصرف لبنان وقف في المنتصف، وأجرى عملية طبع عملة للوقت، فالتزم بتقديم الساعة تجنبا لمخاطر تعديلات اللحظة الأخيرة، أما لناحية ساعات العمل فأعلن التزامه بموقف الحكومة، في حين أصدرت بكركي فتوى بتحريم التعامل مع توقيت ميقاتي الارتجالي الذي جاء من دون التشاور مع أحد، ومن دون أي اعتبار للمعايير الدولية، وعلى هذا المسار مشت مدارس وأبرشيات ومطرانيات ومؤسسات دينية من الطائفة المسيحية، ومع الضغط العارم على رئاسة مجلس الوزراء فإن ميقاتي تراجع.. لكن عن عقد جلسة مجلس الوزراء الاثنين، وليس عن التوقيت الصيفي، وأرفق السبب بمحاولة البعض جر البلاد الى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات، هرب ميقاتي من ساعته وحمل الجميع مسؤولياته، وقال: ما اتخذ قد اتخذ، وهو أجرى اتصالا بالبطريرك الراعي الذي بقي على موقفه وفي الإعلام، وبعد قرار عدم الالتزام.. فإن الجديد التمست رؤية رجعية وطائفية في كل القرارات الواردة، مسلمين ومسيحين، فقرار بري-ميقاتي إنما بني على قانون “مرقلنا ياها” العشوائي العابر للمؤسسات، وهذا يعد أسوأ مؤشر على طريقة إدارة البلد، ولم تقصر القيادات المسيحية في رد الصاع الطائفي وفي التأسيس لفدراليات من ستين دقيقة، ولم تقتنص فرصة الوحدة لتكوين موقف ناظم لمؤسسات الدولة بأربع وعشرين على أربع وعشرين، وليس لساعة واحدة فقط، والكل جاءت ساعته ليشغلها على توقيت شعبوي شتوي وصيفي.. وفي كل الفصول اللاقطة للمراصد الطائفية المقيتة.. وهو أيضا مؤشر على تحالف متخلف متطرف اجتمع على ساعة وأهمل الزمن الذي يغير في حياة الناس، فللمسيحيين: زعماؤكم اليوم أغرقوكم في لغة تقسيمية, فيما رواتب رعيتكم أصبحت لا تساوي ثمن عمل ساعة واحدة، وللمسلمين: لقد باعكم بري وميقاتي من محصول إيمانكم ومن هلالكم ورمضانكم الكريم الذي لم يخضع يوما لعملية تفاوض على الشروق والغروب، وعلى إفطار وسحور، وللمدنيين والمتدينين فإن ساعة القرار آتية.. ولن تعود إلى الوراء، وعملا بالتوقيت الوطني فإن الجديد ترفض كل مقاربة من منابع طائفية، ولا تؤسس ساعتها إلا على نظام موحد لجميع الاديان، وبناء على كل هذه الدوامة الطائفية.. وعملا بهذا الزمن فإن الجديد لن تكون خارجه.. وهي إذ تلتزم الدقة في مسارها الاعلامي، فسوف تلتزم الدقة عينها في الساعة العالمية، وبساعة الأرض.. ولن تنزلق إلى خطوط وهمية استبدلت “غرينتش” ب”بري-نتش”، هذا وقتنا، على خط وطني وعالمي.. ساعتنا بعقارب لا يسيرها رئيسان خرجا عن القانون.. ولن نكون ملحقين في الوقت نفسه بأسباب مسيحية اتبعت التقويم الطائفي، ومنعا للاصطفافات، وتحفيزا للتغيير.. فإن الجديد لن تكون رافعة لقرار من “عقربين” يشغلان منصب رئيسين، ولن تشترك أيضا في قرع طبول الطوائف، ولأن النظام العالمي والعلمي والقانون ودستور الساعة يفتي بالتقدم.. فإن الجديد تتقدم، وتتبع التوقيت الصيفي ولا تلتزم مذكرة مجلس الوزراء التي صنعها رؤساء لا يقيمون وزنا للوقت.. وغذتها قيادات ومرجعيات استثمرت في المحصول الطائفي.. وهم جميعا أهملوا البلد واقتصاده ورئيسه، وورطوا الناس بجدل تقسيمي يكاد يؤدي إلى حرب اهلية قد تندلع في ساعة تخلي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى