قصة بيع وطن / المحامي لوسيان عون

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

عوض الغاء الطائفية السياسية زرعناها في النفوس والنصوص
عوض حصر السلاح بيد الدولة عززناه بيد الدويلة
عوض القضاء على الإقطاع كرسناه في القصور والمناصب والمراكز الرسمية
عوض تعزيز موارد الدولة كرسنا الفساد والمحاصصة والنهب والإختلاسات
عوض تعزيز المحاسبة والمساءلة كرسنا الفلتان والتسيب والصفقات المشبوهة
عوض ضبط المعابر الغير الشرعية اطلقنا العنان للتهريب ولزراعة وصناعة المخدرات
عوض تعزيز سلطة القضاء ضربنا مقوماته وهيبته وسلطانه
عوض التقيد بنصوص الدستور نحرناه في صميمه
عوض تكريس مبدأ فصل السلطات ارسينا مبدأ تدخل السلطة التنفيذية في كل شاردة وواردة حتى في التشكيلات القضائية
عوض السعي الدؤوب لتسيير عجلة المؤسسات العامة ارسينا مبدا التعطيل وشلها واخضاعها لحسابات شخصية وانتخابية
عوض المحافظة على تطبيق القوانين والأنظمة سعينا لتعطيل القوانين وشل عمل القضاء وإرباكه وضرب هيبته
هذا نتاج طبقة سياسية فاسدة مجرمة باعت الوطن مقابل حفنة من الصفقات والمصالح الشخصية الآنية الرخيصة.
إنها قصة وطن التصق اسمه بالارز والحرف والمنارة والشرائع فصدّرها للعالم قبل التصاق اسمه بالارهاب والكبتاغون والحروب والمجاعة والإنهيار والإفلاس
ويلكم من حكم الديّان
ويلكم من دعوات الامهات والايتام والثكلى والجرحى والمعوقين والفقراء والمظلومين. لكنكم لو قرأتم التاريخ لأيقنتم أن لبنان صمد ستة آلآف عام، عانى وصبر وقاوم، وكان ينتصر وينتصر، وما ينتظره سوى النصر الأكيد لأنهم لم يقرأوا التاريخ…. ولم يتعظوا.