بأقلامهم

قراءة في مأساة طرابلس / لوسيان عون

بقلم المحامي لوسيان عون

في جمل مقتضبةوفي ظلام الأزمات المستفحلة
طبقة سياسية في واد
وشعب منهك في واد آخر
من تابع احداث طرابلس خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية
ايقن ان الثورة لم تنطفىء شعلتها
بل هي جمر تحت الرماد
طبقة ثرية تبحث في التجديد لنفسها
وشعب متعطش للقمة العيش يبحث عن الرغيف والدواء والكهرباء وحليب الأطفال
أثرياء ينفقون ملايين الدولارات على المهرجانات والاعلانات والدعايات الانتخابية وعلى وسائل الاعلام
وشعب يلهث لقبض مئة وخمسين ألف ليرة مقابل حضور مهرجان انتخابي دون معرفته لمن سيصفق ولأي برنامج ولاي زعيم ولأي نهج ولأي اجندة داخلية ام خارجية
وإن شعر بالاحتيال عبر استدراجه للحضور واغرائه بقبض ٦ $ ولم يستوفيها ،
ما كان له سوى ” قطاف” ما تيسر له من كراسي من داخل ساحة المهرجان اعتبرها كتعويض عن ارتكاب جرم خداعه بغية تأمين حشد مصطنع، فلم يهمه سوى إطعام اولاده وتامين الحليب لاولاده.
وعلى الضفة الأخرى ستون من ابناء طرابلس اختاروا الهجرة غير الشرعية، اختاروا الهرب من ظلم واستبداد حكامهم ومسؤوليهم، عبر زورق لا يتماهى مع غضب العواصف والرياح،
فكان مصير بعضهم الموت في عرض البحر، ولربما لم تستقبلهم المستشفيات لعدم حيازتهم على ” الفريش” الا ما استدانوه واعطوه لمدير تلك الرحلة المشؤومة.
إنها الثورة المتأججة التي ظن الحكام انها انطفأت الى غير رجعة ،لكنها تتوهج مع تصاعد سعر صرف الدولار.
انها صورة مصغرة عن لبنان الجائع والمنكوب والمنهك، وليطمئن الاباطرة والسلاطين.
طالما هناك جوع وعوذ وفقر، هناك ثورة مستمرة ،
حذاري ان انفجرت، ستطيح بالعروش والكروش المطمئنة التي تتنعم بالمغانم والسرقات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى