أخبار محلية

في ثلاجة الإنتظار… إلى حين

Almarsadonline

ألمحامي لوسيان عون

عون وبري وميقاتي رؤساء update رغم انقضاء ثلاث سنوات على ثورة ١٧ تشرين…
تظاهرات مليونية، قمع، اعتصامات،ضغوط،اقفال تام للمرافق والدوائر الرسمية والمحاكم،
لبنانيون توعدوا وحذروا ،الى ان حلّ ١٥ أيار….
النتيجة : رموز الاحتلال هم اياهم تربعوا من جديد، باسم الشعب والديمقراطية والحرية، وقانون الانتخاب والدستور على عرش السلطة من جديد،
أما البقية الباقية التي لم تشارك ام الذين انتخبوا التغييريين، ام الذين اقترعوا بورقة بيضاء ( لائحة دون تحديد اللائحة المختارة)
فإنهم تسببوا وبشكل نسبي في تجديد الخراب، عل نظرية ” عدم التمكن من مواجهة المنظومة الفاسدة” ام ” راجعين هن ذاتن” أم ” التغييريين اسوأ من الحاليين” أم ” الشعب ما بدو التغيير” ،تلك المقولات والنظريات أرخت بظلالها ونجحت في استبقاء القديم على قدمه : انهيار وافلاس وحماية للمختلسين والسارقين ،واستمرار الفلتان الامني والفوضى والفقر والجوع والبؤس والتضخم والاحتكار والجشع والتهريب.
بل خرج اهل المنظومة من هذه المعركة التي رغم كل مساوئها وتزويرها وقمعها سميت بمنظار وزير الداخلية ديمقراطية، خرجوا منتصرين مظفرين، فانبرى هؤلاء بالكيد معتبرين انهم اعطوا الفرصة للتغيير، لكن الشعب اللبناني اراد بنسب كبيرة اعادة الكتل الكبيرة الممسكة بسلطة القرار الى الحكم ،ولقد جاءت انتخابات رئيس المجلس ة ونائب الرئيس واللجان لتثبت ما أسلفنا ذكره بأن منظومة الهدر والفساد والفشل بقيت من خلال نسج تحالفاتها الهجينة المصلحية الغير مبنية على برامج أم قواعد ومنهجية صادقة واعدة او مبادىء لتحصن ” انجازاتها” وهي سرقة الاموال العامة والودائع ،ولتنعم بنعمة ابعاد شبح المحاسبة والمساءلة عنها ومحاكمتها بما اقترفته حتى اليوم من جرائم وآثام.
اليوم وقد بقي لبنان المفكك والمقسم والطائفي بامتياز بنظامه المحاصصاتي ،وبمافياته المتوافقة على نهش ما تبقى من خيراته ومداخيله لحساب اهل هذه المنظومة الفاسدة، بات ينتظر اما استعماراً آتياً من خلف البحار، واما شفقة تترجم عبر مساعدات خجولة لمنع مزيد من الانهيار ،واما حرباً خاطفة تعيد خلط الاوراق وتقلب موازين القوى، لان التغيير من الداخل بات بعد طول تجربة من رابع المستحيلات طالما الحكم بيد الجلاد والحاكم والحكم الذي يشكل شخصاً واحداً هو ذاته يسرق ويجلد ويحاكم ويعلن براءة نفسه من دم البشر.
هو قدر لبنان أن ينتظر أكثر الى حين طالما ان نسبة الفقر تزيد بشكل مضطرد وكذلك البطالة واسعار المحروقات وسعر الدولار بينما الراتب هو هو في ظل عجز الدولة عن زيادة فلس واحد عليه. سيأتي يوم تصبح فيه صفيحة البنزين مليوني ليرة والمازوت ٣٠٠٠$ وربطة الخبز مئة الف ليرة والسرفيس ٢٠٠ ألف فيما راتب العسكري مليون ومئتي الف ليرة.
نظرياً قد يقول البعض ان الشعب مخدراً، لكن على الورقة والقلم، عندما نصل الى الواقع المذري ،هل من امل بصمت مريب، عندما يستحيل الاكل والشرب والانتقال والعمل واطعام العائلة!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى