بأقلامهم

غابي أيوب / هل يتم التجديد للزعامات المحلية في هذه الدائرة ؟

لبنان القديم قد انتهى …ومعه انتهى بلد التعايش .. – بقلم غابي أيوب – Beirut Observer

 

 

 

بقلم غابي أيوب

على حلبة الصراع الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة، الحسابات مرهقة وصعبة هذا العام حيث يجري التنافس على عشرة مقاعد مسيحية توزعت في انتخابات عام 2018 على أربع لوائح، ولكن كيف تبدو الصورة اليوم في هذه الدائرة؟

تشهد أقضية الشمال المسيحية الأربعة أي البترون، الكورة، بشرّي وزغرتا خلطَ أوراق غير مسبوق، إذ باستثناء قضاء بشرّي الذي تستطيع «القوّات» حسم الموقف فيه لوحدها نتيجة التأييد الكبير من الأهالي والإلتفاف الشعبي حول «القوات» نتيجة الهجوم الأخير عليها، إلاّ أنّ الأقضية الثلاثة الأخرى ستشهد منازلاتٍ قاسية.
البدايةُ من زغرتا، النائب المستقيل ميشال معوّض الذي ينتمي الى عائلة كانت موالية للنهج الشهابي، فوالده الرئيس الشهيد رنيه معوّض كان شهابياً، وقد وسّع نفوذَه بفضل الدعم الذي أمّنه النهج له، وبالتالي فإنّ معوّض، الذي يشكل الزعامة الزغرتاوية المنافِسة لفرنجية، قد تقلب المعادلات المحلّية.
وتبدو الصورة الزغرتاوية على الشكل الآتي: فرنجية، متحالِفاً مع النائب اسطفان الدويهي، فيما معوّض يتحالف مع البقية من آل الدويهي ذات الميول اليمينية في حال لم يترشح المحامي يوسف الدويهي، والنائب السابق جواد بولس، وبذلك يبقى السؤال عما إذا كانت لائحة معوّض ستضمّ أحد المرشحين من قرى القضاء التي تناصر القوات اللبنانية.

وبالنسبة الى الصوت السنّي، يبقى السؤال كيف سيتوزّع، فمن جهة هناك إلتزامٌ محلّي مع معوّض وفرنجية، ومن جهة أخرى انتظار لكيفية ترجمة كلام الحريري بأنه سيتحالف انتخابياً مع فرنجية، في حين يقول البعض إن فرنجية اخطأ حين لم يعطي زغرتا حقيبة وزارية خدماتية.
بالإنتقال الى الكورة، فإنّ الصورة لا تكتمل إلّا بعد معرفة الموقف النهائي لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، في حين النائب السابق فادي كرم وضعه متين انتخابيا، وبالتالي تتّجه الأنظار الى أصوات الحزب «السوري القومي الإجتماعي» وتحالفاته، ومن سيكون المرشح البديل عن النائب نقولا غصن في التركيبة الجديدة، إضافة الى تيار «المردة» ومعرفة مصير أصوات السنّة وأين ستصب ومن سيحل مكان النائب فايز غصن.
أمّا في البترون، فقد علم ان القوات تريد ترشيح مدير مستشفى تنورين الحكومي من ال حرب او النائب السابق أنطوان زهرا والحالي فادي سعد مجدّداً الى الإنتخابات، وهذا الأمر أعاد خلطَ الحسابات بعد إعلان نائب الكتائب سامر سعادة عزمَه على الترشح في البترون وليس في طرابلس. من هنا فإنّ هذا المعطى القواتي- الكتائبي قد أراح مبدئياً مجد حرب نجل بطرس حرب، حيث خلت ساحةُ الجرد من تنورين مروراً ببلدات الوسط من مرشّحٍ .
والمعروف في المنطقة أنّ التصويت هو على أساس سياسي وأيضاً مناطقي، فأيّ لائحة لا يمكنها أن تنافس من دون وجود مرشّح من تنورين، تلك البلدة التي تُعدّ نحو 14 ألف ناخب وتشكّل عائلة حرب أكثر من نصف القوّة الناخبة.
وكما في زغرتا حيث لا يمكن تأليف لائحة منافِسة من دون عائلات فرنجية أو كرم أو الدويهي أو معوّض، فإنّ إبعاد أيّ مرشح لآل حرب، وإخلاء ساحة الجرد لمجد حرب سيريحه ويجعله يخوض معركة يتفوّق فيها بشكل كبير جرداً ممّا يشكّل أزمة حقيقية للائحة «للقوات- والتيار» التي ستحاول القوات التعويض في الوسط ووالتيار في الساحل، خصوصاً أنّ «المردة» سيخوض المعركة بشراسة ضدّ باسيل و«القوات».
سواءٌ تمّت الإنتخاباتُ النيابية في موعدها أو تأجّلت، فإنّ الحسابات الإنتخابية المسيحيّة الشمالية تدخل كعاملٍ مؤثّر في الإستحقاقات الوطنية المقبلة.يُسلّم الجميع أنّ الخلاف بين رئيس تيار «المردة» أحد أهم زعماء زغرتا النائب سليمان فرنجية و«التيار الوطني الحرّ» سببه الأساس المنافسة على الرئاسة.

إذا ستشهد المنطقة تحالفات مستجدة تحت السقف السياسي لكل فريق كما كان الحال سابقا لكن هذه المرة يشهد المزاج الشعبي تبدلا مغايرا من المنتظر ان تظهر معالمه في الصناديق وتعكسها النتائج التي لا يتوقعها بدقة حتى المرشحون أنفسهم…
أمام هذا الواقع يبقى التنافسُ سمةَ المرحلة المقبلة، فيما الحسابات المناطقية تشكّل أساسَ خوض الإنتخابات الرابحة او التجديد للزعامات المحلّية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى