أخبار محلية

عاملان قد يلعبان لمصلحة فرنجية

روزانا بومنصف – النهار

لا يمكن الجزم باحتمال فوز رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالرئاسة الاولى لا سيما أنه لأسابيع خلت كان الكلام يدور على بروفيل اقتصادي في الدرجة الاولى لرئيس الجمهورية المقبل، وهو خيار لا يزال مطروحاً لكن ربطاً بجملة اعتبارات أخذت بالتراجع أخيراً ومن بينها المتغيّرات الأساسية حتى في السياسة الفرنسية الداخلية ومن دون إسقاط احتمال أن يقفز اسم قائد الجيش العماد جوزف عون الى الواجهة على نحو قد يدفع به البعض تفادياً لخيار فرنجية الذي سيكون بالنسبة الى قوى عدة استكمالاً لمنحى 8 آذار في السيطرة على الرئاسة الاولى.

وهذا العامل الاخير له محاذير داخلية من حيث إن احتمال انتخابه قد يواجه بصعوبات كبيرة في هذه الحال، فيما ترى المصادر الديبلوماسية من مصلحة فرنجية ألا تظهر هذه الاعتبارات جميعها الى الواجهة لا في شأن تبنّي الحزب ترشيحه، ما يمكن أن ينعكس عليه سلباً داخلياً وخارجياً، ولا في احتمال تظهير فوزه بالرئاسة إذا حصل ذلك، غلبةً لفريق ضد آخر لا محلياً ولا إقليمياً، في ظل علاقاته الوثيقة المعروفة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وهناك عاملان يعتقد أنهما قد يلعبان لمصلحة فرنجية في ظل التلويح بهما أمام الخارج: أحدهما هو إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وفق ما بات يكثر الحديث أخيراً، وهو الامر الذي قد يطوي مقايضة أو توافقاً خارجياً في ظل عدم قدرة الخارج أياً يكن ولا سيما بعد التطورات الداخلية في فرنسا أخيراً، على الاهتمام بلبنان، فيما لا حد يرغب في المزيد من انهياره. وحتى رئيس الجمهورية ميشال عون دخل في هذا الاحتمال أي إجراء الانتخابات في موعدها طمعاً ربما بإغراء الخارج بانتخاب صهره فيما هذا الأخير لا فرصة له وهو محروق عربياً على عكس الواقع في ما خص فرنجية، إذ يُنظر الى الأخير على ضوء جملة أمور من بينها أن الحزب هو الذي أحبط فوزه في الانتخابات عام 2016 بما لا يمكن وضع رئيس تيار المردة في خانة المحسوبية على الحزب تماماً كما ميشال عون وصهره، بينما أفرقاء سار سياسيون عديدون بدعم ترشيحه آنذاك. وهذا عنصر لم تبدّل المعطيات فيه الكثير لجهة هوية فرنجية السياسية التي كانت معروفة سابقاً ومعروفة راهناً، لكن الحسابات باتت مختلفة.

العامل الآخر يتصل بواقع أن فرنجية لا يُنظر إليه عربياً على الأقل على أنه خيار مماثل للرئيس الحالي فيما تمايز رئيس تيار المردة دوماً بأنه لم يأخذ مرة جانب إيران ضد الدول العربية وتالياً لا يثير كرهاً أو تحفظاً عربياً. وتالياً قد لا ترى دول عربية أن ثمة موانع رئيسية للسير بانتخابه ولا سيما إن كان ذلك يجنّب “وجع رأس” جديداً من لبنان، ويُعتقد على نطاق واسع أن أداء فرنجية لن يشبه في أيّ حال أداء عون.

من العوامل كذلك التي أضيفت أخيراً، هذا الفشل الكبير في أداء القوى النيابية التي قلبت الاكثرية السابقة من حيث المبدأ لكن من دون القدرة على توظيفها في الحد الأدنى حتى الآن. ففي ظل السيناريوهات نفسها التي سادت بعد الانتخابات النيابية، يُخشى أن يخسر هؤلاء رهانهم الرئاسي مهما تكن تبريراته أو خسارته، علماً بأن إشكالية البحث وحتى الاختلاف والخلاف لن تختلف في اختيار الرئيس العتيد تماماً كما حصل في البحث عن رئيس حكومة جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى