أبرز الأخبار

سحب السفينة ” اينرجين” إشارة سيئة تنذر بالأسوأ

كتب المحامي لوسيان عون :

تتسارع التطورات في الشرق الاوسط وتتوالى الاحداث المثيرة لتكشف منحى جديد يجنح باتجاه التصعيد بعد ظهور مؤشرات الآفاق المسدودة.

فمخطط إسرائيل التوسعي يستدعي تسريع عجلة التغيير واعادة التموضع بالنسبة اليها وملاءمة المعطيات والتقاطع معها.

فمن جهة تستعد اسرائيل لانشاء قناة بنغوريون وهو ممر مائي مواز جغرافياً لقناة السويس سوف يدر لدى تدشينه عشرة مليارات دولار سنوياَ للدولة العبرية ،لكنه يمر بمحاذاة غزة ،وهذا ما يتطلب اعادة النظر بوضع المنطقة وتأمين الامن والاستقرار فيها واستبعاد الاعمال الجهادية والقتالية كلياً عن مشروع القناة كونها ستضم ممراً دولياً للسفن المختلفة في العالم ليكون صلة وصل فعلي بين الشرق والغرب ، لكن تابعيتها لدولة هي في حالة حرب مفتوحة مع ايران وحزب الله والجهاد الاسلامي وحماس لن يمكنها من النعيم طويلاَ والعمل بامان طالما ستبقى في مرمى الصواريخ في كل حين. لهذا ستكون اسرائيل مرغمة على توفير الحلول التي ترسي الامن في بقعة جغرافية، وهي ستنضم الى بنوك الاهداف المعرضة للقصف شانها شأن مفاعل ديمونا والمطارات المدنية والعسكرية ومصانع البيتروكيمائيات وسواها.

هذا من جهة.

ومن جهة أخرى ملف التنقيب عن الغاز لا ينقص اهمية واستعجالاً عن قناة بنغوريون ،ولهذا تستعجل اسرائيل على ترسيم مشروط يحاكي اهدافها واطماعها في المياه والنفط والغاز،من هنا عينها على قضم ” خطوط” ومناطق بحرية شاسعة بدات بالخط ٢٩ وتخطت الخط ٢٣ باتجاه خط هوف ،وهي تطمع بحقل قانا بعدما ضمنت قضم حقل كاريش، وهي تطالب بحصة في البلوك ٨ اللبناني بحجة تمرير انابيب الغاز الى اوروبا.

اما الطارىء على مستوى هذا الملف، فهو إشارات مقلقة بدات تصدر وتتوالى مما لا يبشر بالخير اولها طلب وجه الى الحكومة الاسرائيلية بوقف التنقيب في حقل كاريش، بعدما بوشر به، وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية على الطلب، ومن بعدها اشارات من اليونان مالكة سفينة ” اينرجي” بسحب السفينة الى عرض البحر نظراَ للخطر المتصاعد بفعل التوتر السياسي والامني في المنطقة ،بعدما كان سائداً شعور بالاطمئنان من جانب الشركة ما دفع السفينة منذ اشهر الى دخول المنطقة المتنازع عليها والرسو في داخلها والبقاء اشهراً رغم التهديدات التي كان يطلقها حزب الله ضد الشركة والسفينة واسرائيل بوجوب المغادرة والا ستتعرض للقصف والاغراق.

اما الملف الثالث الداهم فهو تكثيف عمليات تخصيب اليورانيوم من قبل ايران رغم كل التحذيرات الاميريكية والاسرائيلية وحتى الدولية ، في وقت يعلم القاصي والداني ان اسرائيل لا يمكن ان ترضى بان تستكمل طهران صناعة قنبلة ذرية تدمر بواسطتها الكيان العبري،

هذه التطورات مجتمعة بما بلغته من نقطة حاسمة، واشارات تصعيدية، بمقابل تبريد في مفاوضات الترسيم سترخي بظلالها في الاسابيع المقبلة، ولعل سحب باخرة التنقيب اينرجي الى عرض البحر قد يكون نذير اندلاع المواجهة بين اسرائيل وحزب الله حيث ايقن الاسرائيليون ان المعادلة الدافعة لهذا الاجراء هي لا تنقيب بحالة الحرب، خاصة وان ثمن السفينة خيالي وقصفها سهل المنال وبابسط انواع الصواريخ، رغم كون اسرائيل لا تخفي رغبتها في تسريع التنقيب عن الغاز وتصديره الى الدول الاوروبية، وكل تاخير اليوم لشهر، ينسحب على بدء الانتاج والتصدير بنفس القدر،

وبين معادلة ” لا تنقيب في كاريش قبل التنقيب في قانا” و “لا تنقيب لا في كاريش ولا في قانا” ثروات ضخمة في عمق البحار تنتظر الترسيم والتطبيع، وقد يكون اكثر من ذلك، هل سينتظر إعادة رسم خريطة المنطقة التي وعدت اسرائيل نفسها : إسرائيل الكبرى منتجة الغاز ومصدرة إياه الى اوروبا، إسرائيل الممر التجاري من آسيا وافريقيا الى أوروبا واميركا، بعيداً عن مرمى صواريخ الثلاثية والمقاومة والممانعة ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى