أبرز الأخبار

زمن “حزب الله”… ولّى…

لا يبدو أن لبنان يتجه إلى تلقّف مفاعيل الترددات الإيجابية للإتفاق الإقليمي بين السعودية وإيران، إذ من السابق لأوانه الحديث عن ترجمة فورية، بدلالة مناخ التوتر والإنقسام السياسي، وذلك وفق النائب السابق الدكتور فارس سعيد، الذي يرى أن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وبعد إطلالته بالأمس، يتولّى وضع العنوان السياسي للساحة الداخلية، على أن تلحقه كل القوى السياسية الأخرى، وهو اليوم يحاول أن يضع العنوان المالي والإقتصادي للدولة اللبنانية.

ويقول الدكتور سعيد لـ”ليبانون ديبايت”، إن الأمين العام للحزب تحدث في البداية عن أن “الأقوى في الطائفة المسيحية يجب أن يصبح رئيساً، فاجتمعت 4 قيادات مارونية في بكركي، وحددوا من هو الأقوى وأرسلوه سفيراً للطائفة لدى الجمهورية اللبنانية”.

وفي مرحلة ثانية يضيف سعيد فإن السيد نصرالله، أعلن أن نموذج الثنائية الشيعية هو نموذج ناجح، لأنه “أمّن مصالح الطائفة الشيعية لدى الجمهورية اللبنانية، فهرولت كل الطوائف لإنشاء ثنائيات وآحاديات سياسية داخل طوائفها، واستنساخ تجربة الثنائية الشيعية، ثم وفي مرحلة ثالثة، طرح فدرالية واقعية، فذهب الجميع يبحث عن مشاريع فدرالية إفتراضية”.

إلاّ أن الأبرز اليوم، وكما يؤكد سعيد، أن السيد نصرالله، يطرح نموذج “القرض الحسن”، نموذجاً صالحاً، ليشجع الاخرين على أن يستنسخوا هذه التجربة، بحيث “يصبح لدينا قرض شربل وقرض متري وقرض عمر وقرض معروف، وكأن النظام المصرفي التاريخي الذي كان سبباً من أسباب وجود لبنان، والذي وضعه في صلب النظام المالي العالمي قد انتهى، وعلينا أن نبني نموذجاً إقتصادياً جديداً ونستنسخ تجربة حزب الله”.

أمّا لجهة الفصل ما بين الأزمتين السياسية والإقتصادية، من خلال الدعوة إلى طاولة حوار إقتصادية بمعزلٍ عن السياسة، يكشف سعيد، إنها تأكيد بأن “الحزب غير مسؤول بسياسته عن الإنهيارات التي حصلت في لبنان”، معلناً أسفه لأن الحزب ومن خلال هذه السردية المتكاملة، يقوم بعمله كما يجب وهو تدمير الدولة اللبنانية ومحاولة الحزب أن يحلّ مكانها”.

وفي هذا السياق، يستغرب سعيد أن يواصل الآخرون “الإلتحاق بهذا النموذج الفاشل، الذي هو نموذج خارج النظام العالمي، ولا يمكن أن يثمر استقراراً وازدهاراً للشباب اللبناني وللأجيال القادمة”، ويؤكد أنه “بدلاً أن نقنع حزب الله بالنموذج اللبناني، أصبح الحزب يقنعنا بالنموذج السياسي الذي يتّبعه وبالنموذج الإقتصادي الذي يتّبعه، ما لا يدلّ فقط على قوة حزب الله، بل على ضعف القوى السياسية وهو يقول هذا الكلام، مع العلم لمن يتابع الأحداث، إن زمن حزب الله ولّى، لأن زمن الإستثمار بالعنف والحرب وعدم الإستقرار قد ولّى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى