بأقلامهم

خاص- وصولية شارل عربيد تشوّه صورة “الكاثوليك”

تحت عنوان “الروم الكاثوليك، من ريادة التأسيس إلى هواجس المصير”، تعقد “حركة التجدد للوطن” لقاء يوم السبت المقبل في “الفوروم دو بيروت،” سبقته انتقادات حادّة، بعدما تبيّن أن الذي عمل لهذه الخطوة هو رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، والذي حمل مساره تناقضات عدّة و”نقلات”، كما يقال بـ”اللبناني”، حيث، وطمعاً بالوصول إلى هذا المنصب تقارب مع رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ولما انتهى العهد دون تعيينه يومها انتقل إلى حضن نادر الحريري وجبران باسيل، مع ما لأسمائهما من التباسات، فزكّياه ليتولى المنصب، فبات مؤيدا لميشال عون. ثمّ عمد قبل نهاية العهد إلى الارتماء في أحضات سليم جريصاتي آملا بأ يطرحه وزيراً من حصة رئيس الجمهورية عن طائفة الكاثوليك. وفي الوقت ذاته كان لا يفارق نجيب ميقاتي بهدف إرضائه لدخول الحكومة.

ويعمل عربيد حاليا، على ما يدور من كلام نيابي في الطائفة، إلى تنظيم هذا اللقاء ودعوة عدد من الأشخاص للتكلم فيه دون إدراج أي ممثل عن “التيار الوطني الحر”، مشكلا انقلابا اعتاد عليه بوجه كل من لم يعد لديه مصلحة معه. فعلى سبيل المثال، سيتكلم جورج عقيص القواتي، وروني ألفا المحسوب على 8 آذار، وآخرون.

والمستغرب في هذا اللقاء، الذي أراده عربيد لتحضير ذاته لدخول الحكومة المقبلة، أنه يعقده في قاعة يملكها علاء الخواجة، المعروف بصفقاته وفساده، ويضم مجلس إدارة هذا المجمّع محمد شقير وعربيد الذين يتقاضيان رواتب شهرية، مؤكّداً على تبعيّته للخواجة.

وفي الوقت ذاته، تغيب شخصيات نيابية وازنة حصلت على أصوات مرتفعة في تمثيلها للطائفة وكذلك مرجعيات عائلية أسوة بآل صحناوي وفرعون وسكاف، وكأن عربيد يريد أن يرث هؤلاء الذين يشكلون قيادات تاريخية وتقليدية للكاثوليك، هادفاً بذلك تسمية سليم جريصاتي الذي عمل على ضرب الطائفة من خلال ممارسة ضغوطات للاطاحة بالمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك.

فعربيد يريد أن ينصّب ذاته مرجعاً كاثوليكيا، وكان تلميذا مطواعا عند جريصاتي الذي عمل على زرع الفتن في مدينة زحلة واستخدم القضاء من موقعه في قصر بعبدا للانتقام وزرع الفتنة.

كما أن عربيد الذي يريد أن يكون زعيما للطائفة وهو موظف عند الخواجة، يعتبر انه من السهل تطويع الكاثوليك أو الاستثمار فيهم، وهو لم يمارس مرّة في حياته عملا يخدم الطائفة أو أي من أبنائها بل كان دائماً يتعاطى مع الأمور على قياسه، سيما أن الهم الحالي هو اقتصادي اجتماعي، وهذ الخطوة التي يقوم بها لا تسهم بأي مساعدة للناس وتأمين لقمة عيشهم.

وتنتقد الأوساط النيابية هذه الوصولية التي يمارسها عربيد، والذي يستطيع أن يكون في حضن جريصاتي ويتدخّل في العائلة الجنبلاطية لإقناع تيمور جنبلاط بتبنيه للنيابة، فيكون حليف القوات والاشتراكي. كل ذلك يعني أن المواقف السياسية لا تعنيه إلا بقدر ما تسمح له بالوصول إلى المراكز.

ولا تخفي الأوساط أن ثمة استياء لدى أوساط روحية بسبب محاولة زيادة الشرذمة داخل الطائفة الكاثوليكية على حساب دورها الذي تميزت به خارج الصراعات، فهو لا يتجنب الدخول في أي محور إذا كان يؤمن له الوصول.

لذلك، فإن اللقاء الذي ينعقد باسم الطائفة أو لمصلحتها سيظهر هزالتها في ظل عدم مشاركة أقطاب في البرنامج الأساسي ومنهم من لديه قواعد كاثوليكية واسعة فرضت نفسها في الانتخابات النيابية الأخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى