أبرز الأخبار

حقيقة مرة من سيد يعاني بفعل الدهر والقهر من إذلال العبيد

 

المحامي لوسيان عون – كاتب سياسي

النائب محمد رعد : ” نحن اسياد هذا البلد” و” نحن نرسم سياساته …….”

نعم يا سعادة النائب….
نحن أسياد الرصيف الكائن امام مدخل المصرف الموصد في وجهنا ووجه ودائعنا ومدخراتنا وكراماتنا وشرفنا
نعم يا سعادة النائب نحن أسياد الرصيف المحاذي لفرن الخبز حيث لنا من نصيبه ساعة انتظار للحصول على ربطة لتقتات عائلاتنا
نعم يا سعادة النائب نحن أسياد من يتحكم برقابنا ممن يمنّ علينا بخمسة امبير لتشغيل براد ومروحة ولمبة للانارة ويفرض علينا الملايين شهريا كعقوبة لفساد من تولى مسؤولية إدارة شؤوننا وشجوننا منذ عقود وحتى يومنا هذا ونهب ملياراتنا
نغم يا سعادة النائب الكريم نحن أسياد في التمتع بدواء مفقود واستشفاء محرّم
نعم نحن اسياد لتعويضات من مؤسسات كانت ضامنة لنا نهبت ووزعت على الزعماء والمحاسيب والأزلام والمفاتيح الانتخابية
نعم نحن اسياد في رحاب امن مفقود ومصير محفوف بشتى المخاطر والاحتمالات
نعم نحن اسياد في ظلمة كالحة ترافقنا في القلوب والطرقات والمسارات والعذابات والانتهاكات
نعم نحن اسياد في جمهورية انتصارات وهمية وفولكلورية على الورق وفي الاساطير فقط فيما الهزائم تلتف حبالها على رقابنا وتحرمنا الكهرباء والمياه والصحة والدواء والودائع وفرص العمل والانتاج والحركة الاقتصاديك فيما لا نشهد عند العدو الذي تعتبرونه غاشماً ومهزوماً وخائفاَ وضعيفاً ومخدوعاً إلا الانتصارات المتتالية…..
أليس هو اليوم سيد كسب تطبيع معظم الدول العربية معه؟
اليس هو حليف ” الامبريالي” و ” الرجعي” الذي ينسج له كبرى التحالفات والمعاهدات الدولية السياسية والعسكرية
اليس هو الدولة النووية التي تخشى الممانعة المتمثلة بالثلاثي ايران – سوريا – حزب الله الرد على اعتداءاته شبه الليلية منذ سنوات بتسهيل روسي على الاراضي السورية والايرانية واللبنانية مع اطفاء اضخم انظمة الدفاعات الجوية الروسية واكثرها تطوراً في العالم تسهيلاً للضربات والغارات على الممانعين وبتواطؤ مشترك ضدهم ؟
اليس العدو الغاشم من باشر باجندة لعقود قوامها خط انابيب طوله ١٨٠٠ كيلومتر لبيغ غازنا المستهرج لاوروبا
اليس العدو الغاشم هو من يعد العدة لحفر قناة بن غوريوم من المتوسط الى العقبة في البحر الاحمر لتدر عليه ١٠ مليار دولار سنوياً؟
اليس هو العدو صانع الاسلحة العملاقة المتطورة والطائرات التي فتحت لها الاجواء العربية حاملة شعار نصرة الشعب الفلسطيني ،
اليست هي الدولة السياحية المستقرة التي حتى الساعة لم تأبه لل ١٥٠٠٠٠ صاروخ اكلهم الصدأ ولم يطلق اي منهم باتجاه آلآف المواقع العسكرية والمدنية الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ؟
اليست هي الدولة التي اخترقت سيادتنا بتحد هو الاكبر حينما اخترقت الخط ٢٩ واستقرت سفينتا التنقيب التي استقدمتها بين حقلي كاريش وقانا ،وما ادراك منذ متى تشفط غاز كاريش وغاز قانا ،بل وما ادراك ان كان المعروض من ذاك الغاز المصري منذ عام لانارة منازلنا لساعة يومياً من ذاك الغاز اللبناني الذي سيروي عنه التاريخ ساخراً ” شم ولا تذوق” ان لن يكون قد استخرج حين سيكتب عنه وتنبض حقوله؟
لم نعد نعرف يا سعادة النائب من هو السيد ومن هو العبد، بل ما هو توصيف السيد وتوصيف العبد؟
ما هو الاذلال وطاطاة الرأس؟
لقد أعدتني بالذاكرة الى قصة ذاك الذي كان ملتحقاً يوماً بتظاهرة يرفع أفرادها شارة النصر ويرددون ” فليسقط وعد بلفور”…. لكن احد مراسلي وكالة أنباء سارع لتوجيه سؤال الى احد الهاتفين منهم في مؤخرتها يتمتم فسأله المراسل ماذا تردد : فأجابه : ” اردد كما يردد رفاقي في التظاهرة قائلاً : فليسقط واحد من فوق”……
عسى أن تبقى عزيمتكم لاسترجاع فلسطين المحتلة أقوى من الفلسطينيين أصحاب الارض المغتصبة بعدما تمكنت اسرائيل من تهجيرهم ونكبهم وحصرهم في مخيمات الجوع والعطش والاهمال والهائهم بمناكفاتهم بعدما سجل خسارتهم لشهداء بالآلآف في معارك جانبية بين بعضهم البعض اكثر ما خسروا شهداء في معارك بينهم وبين عدوهم الذي ينعم بممتلكاتهم وتمكن من اعتراف الاكثرية الساحقة من دول العالم بالقدس عاصمة ابدية للدولة العبرية اضافة لتطبيع وتوقيع على معاهدات سلام معهم، فيحولوا الاستباحة الى اعتراف، والاعتداء الى امتياز وبطولة، والمجازر الى حقوق مشروعة تحت شعار الديمقراطية واسترجاع ارض الميعاد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى