أبرز الأخبار

حرب اقتصادية… ما أهداف اتهامات إسرائيل للبنان بنقل أسلحة إيرانية والتهديد بقصف مطار بيروت؟

سبوتنيك عربي

في ظل النفي الرسمي للرواية الإسرائيلية بشأن الأسلحة الإيرانية، فتحت تهديدات تل أبيب المتعلقة بضرب مطار بيروت الباب حول بعض التكنهات المتعلقة بأهداف إسرائيلية سرية تقف خلف اتهاماتها الأخيرة.
تحدثت تقارير عبرية عن نقل أسلحة من إيران إلى “حزب الله” عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب هددت بتنفيذ هجمات جوية ضد العاصمة اللبنانية؛ لإحباط “مسار نقل الأسلحة الجديد”.
وقال مراقبون إن إسرائيل تسعى إلى ضرب موسم السياحة في لبنان مع قرب أعياد الميلاد، وذلك في ظل التنافس الشديد بين المرافق اللبنانية والإسرائيلية، مؤكدين أنها غير قادرة على توجيه ضربة عسكرية للمطار.
الخط الأزرق والخروقات الإسرائيلية في لبنان… أزمة متكررة وصمت دولي دائم

تنافس المرافق اللبنانية
اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني والمحلل السياسي اللبناني، أن هناك هاجسا كبيرا في لبنان بأن ما حدث في مرفأ بيروت في عام 2020 قد يحصل في المطار في أي لحظة وأي زمن، لأن إسرائيل لن تفوت أي فرصة لضرب المرافق الحيوية في لبنان.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تهدف إسرائيل دائمًا إلى تدمير المرافق الحيوية والأساسية في لبنان لأنها تنافس المرافق الإسرائيلية في فلسطين، وهو من مصلحته تدمير كل ما ينافسه على الصعيد التجاري والاقتصادي والسياحي في لبنان.
ولفت إلى أن “اتهام مطار بيروت بأنه أصبح ملاذا لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى لبنان يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، ويعطي له المبرر أن يقصف مطار بيروت في أي لحظة ويقول بإن الذي انفجر هو مخزن للأسلحة وليس ناتج عن اعتداء إسرائيلي كما حدث في مرفأ بيروت، حيث هناك سيناريو قريب للمنطق، وما حدث في مرفأ بيروت عبارة غارة إسرائيلية تكتيكية أدت لانفجار هذه الكميات الهائلة من اليورانيوم وأتت إلى ما أتت إليه”.
وأوضح أن إسرائيل لها مصلحة لبث هذه الشائعات سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة، وحزب الله المعني بالموضوع وعليه أن يثبت أنه ليس هناك ما يؤكد هذه النوايا الإسرائيلية وأنها محض افتراء، حيث أكدت الدولة اللبنانية أن هذا غير حاصل على الإطلاق، وبالتالي على حزب الله التأكيد بأنه لم ولن يستخدم المرافق الحيوية الأساسية للبنان سواء المطار أو المرفأ لنقل أسلحة للبنان هي مسؤولية وطنية وأخلاقية بالدرجة الأولى، لأن ما حدث في مرفأ بيروت كان دمارا كبيرا قتل وجرح المئات وهجر آلاف المئات من المواطنين اللبنانيين.
مطار بيروت الدولي على أطراف المدينة – سبوتنيك عربي, 1920, 09.12.2022
لبنان ينفي استخدام مطار الحريري لنقل أسلحة إيرانية بعد تهديدات إسرائيلية بضرب بيروت
9 ديسمبر, 09:27 GMT
حرب اقتصادية
في السياق اعتبر المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، أن ما قالته إسرائيل في هذا الجانب كذب وافتراء، ومحاولة ممارسة ضغوط إضافية على لبنان، والتأثير على موسم الأعياد، حيث أن هناك تقديرات بزيارة الآلاف للبنان من أجل السياحة، ما يعني دعم الاقتصاد.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، لبنان مهزوم اقتصاديا وإسرائيل تحاول استغلال هذا الوضع، لكن الدولة نفت هذه المزاعم، وبكل تأكيد أمريكا تعرف كل القوى والفرقاء والأطراف النافذون في لبنان، وكذلك الأمم المتحدة لديها قواتها التي تحاسب لبنان وتدقق في بواخر الجيش اللبناني، والمؤسسات الأمنية على صلة مع السفيرة الأمريكية، وكلهم يعرفون أن ذلك كذبًا.
وعن السبب وراء هذه المزاعم، يرى عوض أن إسرائيل تريد التأثير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والقول إنها لم تهزم بالترسيم وأنها لا تزال قوية وقد تبادر بالضرب، لكنها في الحقيقة لن تكون قادرة على المحاولة في هذا الجانب.
وتابع: “الجميع يرى الآن أن إسرائيل تتجنب الاعتداء على مواقع حزب الله في سوريا، وحولت هجماتها ضد الجيش والقواعد السورية خوفا من تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لذلك لا تجرؤ على التفكير في الاعتداء على مطار بيروت أو إسقاط إحدى الطائرات المتوجهة إليه”.
وزعمت وسائل إعلام عربية أن “شركة طيران معراج الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري تسيّر رحلات إلى مطار بيروت، وتنقل أسلحة ومعدات حساسة إلى حزب الله”.

ونفت السلطات اللبنانية خلال مؤتمر صحفي بمطار الحريري ضم وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، ومدير عام الطيران المدني فادي الحسن، الرواية الإسرائيلية، وشدد مولوي على أن “جهاز أمن المطار واعٍ لكل ما يدخل ويخرج من لبنان”، وفقا لتلفزيون الجديد اللبناني.
وأكد فادي الحسن أنّ نقل أسلحة عبر مطار بيروت “خبر عارٍ من الصحة”، موضحاً أن “الشركة (معراج الإيرانية) بدأت أول رحلة لها إلى مطار بيروت الدولي في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022 وتستوفي كل الشروط الأمنية”.
وأكد مدير عام الطيران المدني اللبناني، في تصريحات صحفية أن “توقيت هذا الخبر مؤذٍ لسمعة مطار بيروت”.
من جانبها، نقلت هيئة البث العام الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن التقارير حول “المسار الجديد” لنقل الأسلحة من طهران إلى بيروت “يؤكد نجاح عمليات الجيش الإسرائيلي في إحباط محاولات نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله” عبر الأراضي السورية.
وأضاف أن “إيران تحاول البحث عن مسار آخر لنقل الأسلحة والمعدات القتالية المتطورة إلى حزب الله، وتوجهت لمسار مباشر عبر مطار لبنان الدولي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى