أبرز الأخبار

جنبلاط لحزب الله… ما تتركوا باسيل

كل المؤشرات تشير إلى أن الفراغ الرئاسي مرشح للتمديد أكثر، بعدما دخل الاستحقاق في مهب التجاذبات المحلية المرتبطة بالمزاجيات الاقليمية والدولية، ولم تعد تنفع معه المبادرات الداخلية او المحاولات التي يقودها بعض الافرقاء تجاه ايجاد تسوية ما او الذهاب إلى حوار ينبثق عنه تفاهم ما حيال كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة. فلبنان يتأثر بما يجري في المنطقة على صعيد التسويات او استمرار التوترات، وبالتالي فإن الترقب سيد الموقف سيكون لنتائج زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن تميم ال ثاني لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وزيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان نهاية الاسبوع الفائت والتي من الممكن ان تتظهر في اللقاء الخماسي الذي يعقد في فرنسا من دون طهران، وتشارك فيه إلى جانب باريس، واشنطن ، الرياض، القاهرة والدوحة.

أية أجواء إيجابية على صعيد عودة الحوار الايراني – السعودي، واستئناف المفاوضات النووية من شأنها أن تنعكس في مقررات الاجتماع الذي تتراوح المعلومات حوله حتى الساعة بين رأي يعتبر أن الاجتماع سيطرح صيغة تنهي الفراغ الرئاسي وتعيد إحياء عمل المؤسسات، وبين رأي آخر يظن أن البيان الذي سيصدر عن المجتمعين سيقتصر على الاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية للبنان ودعم الجيش والحرص على الاستقرار في هذا البلد وسوف يعيد التذكير بما ورد في المبادرة الكويتية.

في الوقت الضائع، دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى مواجهة المرحلة المقبلة من خلال إعادة البحث في اسس النظام، كخيار اطلقه اذا اصر حزب الله على انتخاب رئيس على ذوقه، علما ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يتماهى بحسب كثيرين مع الحكيم والمطالبين بالفدرلة بطرحه الدائم لـ اللامركزية الادارية والمالية الموسعة. ولذلك، عادت الهواجس من جديد عند القوى السياسية من “فزاعة” التقسيم، فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي بدأ حراكا تجاه القيادات السياسية والروحية توجه إلى وفد حزب الله الذي زاره في كليمنصو وضم المعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا بالقول: “ما تتركوا باسيل”. ومرد ذلك، بحسب مصادر مقربة من حزب الله لـ”لبنان24″ ، قلق جنبلاط الكبير من احتمال أن يذهب باسيل إذا ترك وحيدا، بعيداً في أفكاره ويتلاقى فيها مع حزب القوات، وعندها قد تخرج الأمور عن السيطرة لناحية تعميق الانقسام المسيحي – الاسلامي.

وعليه، يمكن القول ان لقاءات جنبلاط مع باسيل المتكررة تصب في خانة التهدئة والانفتاح على الجميع من خلال الحوار، فرئيس التقدمي ينطلق في مقارباته كلها من اتفاق الطائف بعيدا عن اية افكار من شأنها ان تطيح بهذا الاتفاق، ولعل ما اكده النائب راجي السعد باسم اللقاء الديمقراطي امس من بكركي حول تطبيق اللامركزية السياسية بما يتوافق مع تطبيق الدستور، كفيل بالرد على رئيس حزب القوات، مع الاشارة إلى ان لقاءات الاشتراكي مع القوى السياسية تركز ايضاً على اهمية انقاذ ما يمكن انقاذه على مستوى الادارة العامة والقطاع التربوي والعمل على معالجة الوضع الاقتصادي ولجم ارتفاع الدولار.

ومع ذلك، فإن محاولات جنبلاط لكسر الجليد الرئاسي، دونها عقبات كثيرة تقول مصادر الاشتراكي لـ”لبنان24″. فحزب الله غير جاهز للتسوية حتى الساعة ويسعى للتوافق على مرشحه رئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجية، وفي الوقت نفسه لا يزال رئيس التيار الوطني الحر مصرا على رفض بعض الأسماء أبرزها قائد الجيش العماد جوزاف عون، علما أن طرح باسيل للوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية لا يؤخد على محمل الجد عند الاشتراكي الذي تقول مصادره ضاحكة “هلق باسيل صار بدو أزعور”.

بات معروفا، أن بيك المختارة طرح ثلاثة أسماء لرئاسة الجمهورية على حزب الله وهي أزعور والنائب السابق صلاح حنين وقائد الجيش والاسماء نفسها قدمها وفد اللقاء الديمقراطي للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الا ان الأكيد وفق المعلومات أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يلتقي وجنبلاط حول أهمية الحوار والتلاقي لم يلاقِ الاخير في طرحه قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، فهو متمسك حتى الساعة بدعم ترشيح رئيس تيار المرده، وبدأ استطلاع آراء الكتل النيابية من ترشيح فرنجية‬ ومدى امكانية الذهاب إلى البرلمان بأكثرية الـ 65 صوتاً مع نصاب الثلثين.

واذا كان الاشتراكي يبدي انفتاحه للنقاش حول اسماء اخرى قد تطرح من قبل المكونات السياسية التي استمزج أراء بعضها ،إلا أن أوساطا سياسية بارزة مطلعة على الاجواء الدبلوماسية تقول لـ”لبنان24″ إن ترشيح جنبلاط لقائد الجيش ليس جديا، ولو كان كذلك لما كان اورد اسمه من ضمن لائحة اسماء محروقة، معتبرة ان ما يقوم به رئيس الاشتراكي لا يتعدى المناورة لا سيما وان الطبخة الرئاسية لم تستو بعد، مع اعتقاد الأوساط نفسها أن النائب وائل أبو فاعور لم يسمع من المسؤولين السعوديين أي كلام عن دعم أو تبني لقائد الجيش كمرشح رئاسي.

 

لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى