أبرز الأخبار

“تفوّق” حزب الله و”الاهتمام” السعودي بالانتخابات: المعركة بدأت

بدءاً من الثلاثاء المقبل، يدخل لبنان مرحلة جديدة من المعارك الانتخابية المفتوحة. مع انتهاء عمليات تسجيل اللوائح، ستبدأ مرحلة التحضير الميداني لخوض الانتخابات، وكيفية تحفيز الناخبين على الاقتراع. فيما ستنطلق عمليات الإحصاء والتقديرات للنتائج الانتخابية المرتقبة، وكيفية توزّع موازين القوى في المجلس النيابي الجديد.

تفوق نفسي ودعائي
هنا ستحتدم المعارك، ويرتفع السقف الخطابي سياسياً وتستمر عمليات التحشيد الشعبي، على وقع حروب نفسية متواصلة، أكثر من يجيدها هو حزب الله، القادر على تغيير أمزجة بيئته وجمهوره وتعميم الإحباط لدى خصومه.
بالمعنى النفسي والاجتماعي، يبدأ خصوم الحزب من نقطة ضعف، وهي تسليم معظمهم بأن حزب الله قادر على تجاوز الأكثرية الساحقة ويعمل على الحصول على الثلثين. وقد يجوز في ذلك استخدامه كعنصر تحفيز للناس على المشاركة، لمنعه من ذلك. لكن يبقى الحزب متفوقاً بالمعنى النفسي والدعائي.

معارك الأنا
يستفيد حزب الله في ذلك من تشتت خصومه وحروبهم المفتوحة فيما بينهم. خصوصاً أن أكثر ما يغتال خصوم الحزب انتخابياً هي “معارك الأنا”، الممتدة من البقاع الغربي إلى بيروت وغيرها من المناطق. فيما الأجدى بخصوم الحزب أن يتكاتفوا ويتآلفوا في لوائح مشتركة وموحدة. كذلك يستفيد الحزب من المنازعات السنّية-السنّية من بيروت إلى البقاع والشمال.

وهناك جمع آخر يتجه للتصويت ضد القوات اللبنانية، ومحاربتها في إطار “الحروب الصغيرة”، إلا أن عوامل تحسين الوضع قائمة من الآن حتى موعد الإنتخابات. وذلك يرتبط بالقدرة على النشاط والحركة.

في المقابل، يواجه حزب الله بعضاً من معارك “الأنا” أيضاً. كما هو الحال بالنسبة إلى حلفائه في الشوف-عاليه مثلاً، كإصرار التيار الوطني الحرّ على ترشيح فريد البستاني وناجي البستاني وضم الأخير إلى لائحته، فيما الرجل يرفض أن يكون خاضعاً لإمرة جبران باسيل، وحريصاً على موقعه المستقل، ولا تقف حروب الأنا عند هذا الحد. بل لها حساباتها الدرزية بالنسبة إلى خصوم وليد جنبلاط. الأمر نفسه يتكرر في دائرة الشمال الثالثة، وهي الدائرة الأهم مسيحياً، باعتبار أنها تضم ثلاثة مرشحين من الصف الأول للانتخابات الرئاسية. فالخلاف المستمر بين فرنجية وباسيل، معطوفاً على خلافات داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي سيكون لها أثرها على نتائج المعركة. وهذا ما يجب على خصوم الحزب الاستثمار به لتحسين وضعيتهم ونتائجهم.

ما بعد الاستحقاق
بناء عليه، ستكون المعارك محتدمة إلى أقصى الحدود. وسط تساؤلات كثيرة تُطرح عن اليوم الذي سيلي الاستحقاق الانتخابي، وصدور النتائج. كيف سيكون المسار السياسي في البلاد؟ وهل سيكون هناك إمكانية لتشكيل حكومة بشكل سلس؟ أم أن لبنان سيدخل في مسار من التعطيل الحكومي، والذي سينسحب على الاستحقاق الرئاسي، وسط مخاوف واقعية من أن الانتخابات الرئاسية لن تجري في موعدها. وقد يدخل لبنان في دوامة جديدة من الفراغ على وقع استمرار الانهيار، بانتظار الوصول إلى صيغة تسووية برعاية إقليمية، تعيد ترتيب الأولويات وتفرض موازين سياسية ودستورية جديدة.

السعودية وإيران
هذا حتماً سيكون مرتبطاً بالوقائع الإقليمية التي ستستجد حينها. من هنا، لا بد من التوقف باهتمام أمام العودة السعودية إلى لبنان، وسط اعتقاد أكيد بأن البلد سيعود ساحة منازلة إيرانية سعودية. وتعرف السعودية أنها قادرة على تغيير موازين القوى إن أرادت، وأن تكون شريكة أساسية في فرض ما تريد على خط التوازن السياسي الجديد وتركيبة السلطة.
في هذا السياق تندرج اللقاءات التي عقدها مسؤولون سعوديون قبل فترة مع شخصيات لبنانية، وترتبط بالاهتمام السعودي بالملف الانتخابي، والحرص على التحالف بين الحلفاء، وصولاً إلى الاتصال الذي أجراه السفير السعودي وليد البخاري بالرئيس فؤاد السنيورة بعد ساعات على إعلان اللائحة المدعومة منه في بيروت.
وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن الاتصال تخلله تأييد سعودي لخطوة السنيورة ودعم لموقفه. وهذا يفترض أن يترجم سياسياً بعد عودة السفير السعودي إلى لبنان، واللقاءات التي سينظمها ويعقدها مع شخصيات سياسية ورجال دين.

المصدر: جريدة المدن الألكترونيّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى