أبرز الأخباربأقلامهم

تسلل مشبوه لسرقة موقع الموارنة الأول!

 

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

لم تكن الاشارة الاولى التي اطلقها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي انتابه فرح عظيم رغم كل مآسي نواب مجلسه الذين يسيرون في جنازة الديمقراطية والحريات وعقمهم في انتاج رئيس للجمهورية رغم انقضاء ست جلسات خصصت لانتخاب رئيس للبلاد، لكنه على ما يبدو لم يجد متسعاَ لفرحه الا الاعراب عن سروره باقتراع احد النواب لزميل لهم من غير الموارنة لرئاسة الجمهورية في ظاهرة ملفتة لم تكن الاولى.
فبو صعب سبق ووقف في خلال افتتاح احدى جلسات انتخاب رئيس منذ اسبوعين وسأل الرئيس بري عن المانع من انتخاب شخص من غير الطائفة المارونية لمنصب رئاسة الجمهورية مما اثار دهشة بري وتلقفه ” ضربة العين” على منصب كان العرف حتى اليوم يخصصه للموارنة” ليجيب ليش انت عبالك تعمل رئيس؟
لم يكن صدفة فتح الحديث واثارة التساؤلات التي لم يجرؤ أحد من الطوائف الاخرى اثارتها رغم فتح موضوع الاكثريات العددية مراراً وتكراراً…
لكن ثمة من تساءل في هذا المضمار : هل بو صعب مدفوع لاثارة هذا المطلب؟ وهل لهذا القدر طامع بالمنصب؟ والم يزن سواله الذي قد يتسبب بعاصفة من البلبلة والسخط في زمن يشبه نظامنا كوب الماء المشعور، وهو لا يحتمل أي فتح لباب المناقشة في تعديل الدستور أم تعديل التوازنات الطائفية في هذه التركيبة التي ارساها دستور الطائف منذ العام ١٩٨٩ ،وفي ظل رفض لتطبيق بنوده بدءاً باستحداث مجلس للشيوخ الى الغاء الطائفية السياسية المدرج في المادة ٩٥ منه،
واذا فتح باب النقاش يوماَ فكم من الطوائف والمذاهب والقوى السياسية لن ترحم في طرح المثالثة والفدرالية واللامركزية السياسية الموسعة مما يهدد باشعال نار الثورات والحروب في زمن غابت اجهزة الدولة وشلت مرافئها ومرافقها الحيوية ووزاراتها واداراتها الرسمية فحل الفراغ القاتل ليملأه قطاع الطرق وشريعة الغاب.
اليوم اتى من ” يسطو ” على المنصب الماروني الأول في الدولة مطيحاً بالاعراف المصانة في نظام تنخره الطائفية السياسية “حتى العضم” فتحتل النصوص والنفوس في حين لم يتجرؤ امرىء على انتزاع رئاسة المجلس من الاخوان الشيعة ولا رئاسة الحكومة من الاخوان السنة، ولا حتى الوزارات الحساسة السيادية ( كما يسمونها) فكرستها الاعراف حقوقاً إرثية طائفية ملك الطوائف والمذاهب سرمدية ازلية حتى يوم القيامة.
وحدها رئاسة الجمهورية اضحت ” حيطها واطي ” بمعزل عن الشخص والاداء، فباتت مكسر عصا،
وإن انتهت ولاية الرئيس عون فلا يفضي ذلك الى اعتبار الموارنة قد ضاعت حقوقهم واستغل ضعفهم، فالعهد انقضى، واسدلت الستارة عن ست سنوات عجاف، مع أن عون نفسه كان سبباً رئيسياً ل ” منح قوى سياسية تتحكم الاديان بها ” ما لم تحلم بانتزاع على مدى عقود من الزمن، لكن طالما بقي هذا النظام طائفياً بامتياز، والى حين تطبيق المادة ٩٥ من الدستور والغاء الطائفية السياسية ،سيبقى الموارنة حصرمة في اعين الطامعين، وسيظلوا متشبثين بمارونيتهم وارثهم وبفكرهم ونضالهم وحضارتهم ، فيوم كانت عهود الرخاء والازدهار والنمو كعهد الرؤساء شمعون وشهاب كانت مارونية سياسية وكان لبنان في اوجه وفي عز نهضته، وهذا معناه انه لم تكن علة الانهيار في المارونية السياسية يوم انزل الموارنة وغير الموارنة الى قعر جهنم ،بل في ارتهان بعض الموارنة لاجندات خارجية وخروجهم من تحت ارزتهم وتنكرهم للبنانهم وتراثهم وفكر سعيد عقل ووطنية اتيان صقر وصلابة كميل شمعون، والحل يبقى بماروني مخلص حيادي مستقل لا يؤمن الا بلبنان وطناَ نهائياً لجميع ابنائه وبجمع السلاح الغير شرعي في ثكنات الجيش اللبناني وانخراط الحميع تحت سقف القانون مع رفع الغطاء عن مخل وتفعيل القضاء وتنقيته من ازلام السياسيين والفاسدين ،عندذاك تعود المارونية السياسية الى سابق عهدها، فلا يحلمن أحد بالتسلل الى المنصب طمعاً أم استفراداً لانه لن يكون بعد اليوم رئيس جمهورية غير ماروني الا بعد بناء وطن علماني غير طائفي يشعر فيه كافة اللبنانيين بان ولاءهم الاسمى هو لوطن ومؤسسات توسس لمستقبل ابنائهم لا لقبائل تستظل تحت العباءات الطائفية والمذهبية لانشاء مزارع وغابات تعشش فيها اوكار الفساد والجرائم المنظمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى