أبرز الأخبار

بينهم جعجع وباسيل… 4 مرشحين كبار خارج السباق الرئاسي

مع اقتراب موعد مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القصر الرئاسي، بدأت القوى السياسية بإشراف دولي – إقليمي مرحلة البحث عن رئيسٍ جديد للبلاد، رغم التوقعات التي تقول إن الفراغ الرئاسي أمرٌ لا مفرّ منه، حيث من الصعب الإتفاق على رئيس جديد خلال الأشهر القليلة المقبلة.

بعد ميشال عون، لن يسكن قصر بعبدا رئيس قوي حتى لو كان لديه 19 نائباً، وهنا المقصود رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي يبدو أنه المرشّح الأبرز للخروج من المنافسة باكراً، عكس باقي الشخصيات المارونية التي قد تتربّع على عرش الرئاسة نتيجة تسوية معينة. أكثر من ذلك، لن يستطيع جعجع إيصال زوجته النائب ستريدا جعجع بدلاً منه، لأن معظم القوى، وفي طليعتهم “حزب الله”، ينظرون إلى ستريدا تماماً كما ينظرون إلى جعجع.

قبل أيام، صرّح جعجع أنه مرشحٌ طبيعي لرئاسة الجمهورية، كما أن نواباً من تكتل “الجمهورية القوية”، بدأوا الإعلان عن السير بترشيح جعجع، لكن الأخير يعلم تماماً أن وصوله إلى سدّة الرئاسة مستحيل في ظل “حكم” الحزب، ولعلّ جعجع هو المرشح الوحيد الذي لا تنفعه تسويات ولا تدخلات دولية أو إقليمية.

وفق مصادر بارزة، لا يملك رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، حظاً في الوصول إلى الرئاسة نظراً لـ”الفيتو” الحاسم الذي يضعه عليه “حزب الله” وحلفاؤه، ويمكن القول إن الحزب متطرّف في معارضته لوصول جعجع أو زوجته إلى سدّة الرئاسة.

هذا الأمر واضح منذ زمن بعيد، وقد تفاقمت الأمور بعد حادثة عين الرمانة، حيث أصبح الأمر غير قابل للنقاش مع الحزب، الذي يعتبره من “المحرّمات” الوطنية التي لا يمكن التفكير بها حتى.

وتكشف المصادر نفسها، أن النائب ستريدا غير مطروحة للرئاسة، لأن وصولها إلى رئاسة الجمهورية يعني وصول جعجع، لكن الأهمّ هو السؤال عن قدرة جعجع و”القوات” على تحصيل أصوات مؤيدة، وهذا أمرٌ غير واضح حتى الآن. ليس هناك من ائتلاف أو تحالف متين يمكن أن يعطي إشارةً بأن هناك مرشحاً واحداً ومعروفاً سلفاً للمجموعة أو للتكتلات التي تعارض “حزب الله”.

لا شك أن جعجع يلعب اليوم دوراً كبيراً كأحد صنّاع الرؤساء، وخصوصاً أنه من المرجّح أن لا يصل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ولا رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، بل شخصية ثالثة من خارج النادي التقليدي ومن خارج الأسماء التي تمّ تداولها في السنوات القليلة الأخيرة.

جبران باسيل غير مطروح نظراً للعقبات الكثيرة أمامه والتي ليس بمقدوره اجتيازها. أمّا فرنجية، فأمامه عقبة أساسية كبيرة وهي انتماؤه بشكلٍ واضح وصريح لمحور “حزب الله” والنظام السوري، وبالتالي رئيس ينتمي إلى هذا المحور غير مطروح ولن يكون.

قد تذهب البلاد بعد 31 تشرين الأول المقبل في فراغ رئاسي نظراً لاستحالة انتخاب أيّ من حلفاء “حزب الله” أو من الذين يسمّيهم الحزب. والمرجّح بنتيجة الأمر، أن يصل رئيس توافقي أو رئيس تسوية ما بين الخط الذي يمثله الحزب وبين معارضيه. لكن تجربة رئيسٍ ل”حزب الله” كما حصل سنة 2016، والتي أوصلت الجنرال عون انتهت ولن تتكرر، بلّ هي صفحة طويت إلى غير رجعة.

في المحصّلة، تؤكد المصادر نفسها، أنه لن يكون هناك رئيساً للجمهورية يتبع للحزب، لكن أيضاً لن يكون هناك رئيساً معادياً للحزب، بل رئيس يقف في الوسط تماماً ويكون عنصر جمع لا خلافات وصراعات.

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى