أخبار محلية

برودة لافتة بعد تهديد نصرالله بالحرب… ما هي الأسباب؟

 

ليبانون ديبايت

على عكس العديد من ردود الفعل التي أتت عقب خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي رسم مشهداً جديداً لمسار مفاوضات الترسيم، ملوّحاً باحتمالات نشوب حرب في حال لم يتمّ حلّ مسالة ترسيم الحدود البحرية وتأمين الحقوق اللبنانية ، قرأ الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، التصعيد وسقف الخطاب المرتفع، بأنه يندرج في سياق التحشيد والإستنفار بالمعنيين السياسي والشعبي.

لكن الكاتب حماده توقف عند ردة فعل المجتمع الدولي بشكل عام أي الأوروبيين والأميركيين والعرب وحتى إسرائيل، حيث كشف لـ “ليبانون ديبايت” عن برودةٍ نسبية بل برودة لافتة، وذلك ربما لأن هذه القوى الدولية وإسرائيل وهي المعنيّة، يعرفون أن هذا الخطاب لا يؤشر إلى قرب نشوب حرب. وعزا سبب ذلك، إلى أن قرار الحرب والسلم في لبنان وإن كان بيد “حزب الله”، لكنه اليوم عملياً هو بيد طهران تحديداً، أي رأس المحور الذي ينتمي اليه الحزب وهو إيران وليست حارة حريك.
وبالتالي ووفق حماده، فإن المجتمع الدولي كما إسرائيل، يعرفون أن مسالة الحدود البحرية ما زالت قيد التفاوض، ولا يستطيع الحزب، أن يهدد بإشعال الحرب بعد شهرين، إن لم يحصل على ما يريده، مع أن ما يريده ليس واضحاً. وأكد أن القرار إيراني، وإذا تورط الحزب بالحرب، فإن الإيرانيين يعرفون أيضاً أن الردّ المباشر لن يقتصر على لبنان، في ضوء نظرية حربية دفاعية هجومية لدى الاسرائيليين، بأنه لم يعد من الجائز مواصلة التصدي لإيران عبر ضرب ميليشياتها المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان فحسب، إنما “لابدّ من ضرب رأس الأخطبوط الموجود في طهران، ولذلك نشهد منذ عام ونصف عمليات ما يُسمّى حرب الظلال أو حرب المخابرات في إيران وفي المنشآت الإيرانية، ولذلك يعرف الإيرانيون بأن الآخرين يعرفون بأن القرار هو قرارهم، وبالتالي سيخوض الإسرائيليون المعركة بوجه حزب الله، ولكن في قلب طهران، وهو ما لا يريده الإيراني ولا إسرائيل، كما أن الحزب لا يملك قرار إشعال الحرب، ولو كانت كل ذرائع الحرب موجودة بين يديه”.
وفي هذا السياق أشار حماده إلى أن تصعيد السيد نصرالله، نظري، لأن لبنان لم يطالب بكاريش، ولذا فإن التهديد بالحرب بعد شهرين عندما تبدأ إسرائيل باستخراج الغاز من كاريش، يأتي في الوقت الذي يطالب فيه لبنان بالخط 23 معدلاً، أي أنه يريد تعديلات لإدخال حقل قانا من ضمنه، وهذا الأمر خاضع للتفاوض وبالتالي فالمفاوضات قد تطول، وكاريش والخطّ 29 ليسا جزءاً من المفاوضات، والدولة اللبنانية لم تفاوض على الخط29 ولم تقدم أي وثائق أمام الأمم المتحدة، إلاّ بخصوص الخطّ 23، فلماذا يشعل الحزب الحرب في ما يتعلق بكاريش؟
وعليه أكد حماده، أنه على لبنان مواصلة التفاوض، في ظلّ وجود احتمال بأن يحصل لبنان على الخطّ 23 مع قانا، مشيراً إلى ضرورة البدء باستثمار بلوكات أخرى، إذ هناك 10 بلوكات مُتاحة ولا يتمّ التنقيب.
ولذا، ووفق حماده، فإن تهديد الحزب، هو ربما رسالة إيرانية عالية النبرة وللتذكير بوجوده، وذلك في مواجهة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، وما يُحكى عن شراكات إقليمية كبرى يجري الإعداد لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى