بأقلامهم

انطوان سعادة / الى الآن، سمير جعجع أو جوزيف عون

عام وينتهي العهد.
عام واحد يفصلنا عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. معركة رئاسة الجمهورية بدأت، ومعها تبدأ أصعب وأطول رقصة على الجمر .

اللاعب الاكبر على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان هو حزب الله والنظام السوري، ولو بشكل خجول، كما ودخل اللعبة في الانتخابات الرئاسية سنة ٢٠١٦ لاعب جديد هو حزب القوات اللبنانية، وهذا ما أدى إلى وصول الرئيس عون.

سنة ٢٠١٦ كان هناك مرشحان للرئاسة هما الجنرال عون والدكتور سمير جعجع. وبتنازل الأخير لصالح الجنرال انتُخب الجنرال رئيساً للجمهورية. أمّا اليوم، فالمرشحون كثر والطامعون الطامحون اكثر، والناخبون الكبار عندهم مروحة كبيرة من المسترئسين مع ضعف ملحوظ في قدراتهم على إيصال من يريدون.

إلا أن طالبي الرئاسة فاتهم أن لاعبي الامس ليسوا هم لاعبي اليوم، وأنّ الأوضاع تغيرت في لبنان والعالم.

هناك اهتمام عربي ودولي بالانتخابات الرئاسية في لبنان حتى لا تتكرّر تجربة الرئيس عون مرة ثانية، والحيلولة دون اسقاطه لبنان بشكل تام في أحضان حزب الله، وحُكمًا إيران، أو جعله الاقتصاد اللبناني يخدم ثلاث دول، لبنان وسوريا وايران بشكل وقح وعلني، مما أدى الى سرعة انهيار الاقتصاد اللبناني وعملته.

من هنا أتت العقوبات على الوزير باسيل لحرمانه من دخول سباق الرئاسة، وهو في طليعة المتسابقين لا بل يتقدمهم بأشواط بدعمٍ وإصرارٍ من حميه، ولأنّ من شأن ذلك السّماح باستمرار النهج والحكم ذاته، إن لم يكُن المزايدة على نهج عمّه.
لكن، للأسف، انكسر الحلم وقُضي على طموح الصّهر.

المرشح الثاني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، انتهى مشواره قبل أن يبدأ، وذلك بسبب كل الشائعات التي بثّت من قبل جماعة الممانعة والوزير باسيل.

أمّا المرشح الثالث الذي يعتبر نفسه مرشحًا ماسيًّا لما له من دالّة على حزب الله، ناهيك عن كونه صديقًا شخصيًّا للرئيس السورى بشار الأسد، يرى أنّ هذا الكرسي حكمًا له. لكن، ولسوء حظِّه، جاءه (وزير الإعلام) جورج قرداحي في غفلةٍ من الزمن، فوقعَ هو، اي الوزير سليمان فرنجية، بالمطب الذي استُدرج اليه، ولم يعرف كيف يتداركه، ممّا اقصاه عن الملعب بالبطاقة الحمراء… أما جورج قرداحي نفسُه، الذي كان الخطة البديلة للحزب في حال فشل بقية اللاعبين، فقد وقعَ هو الآخر وأوقع الدولة وفريقُه في مأزق لا يحسدون عليه. هكذا تكون الخطة الأصيلة لحزب الله بإيصال فرنجية إلى سدة الرئاسة، والخطة البديلة المتمثلة بالقرداحي، قد سقطتا “بنيرانٍ صديقة”.

إذا نظرنا إلى ساحة معركة الرئاسة نرى أن المرشحين الطبيعيين لمحور سوريا – إيران أُسقطوا من حسابات الناخبين الدَّوليّين، ومن المرجح صدور دفعة جديدة من العقوبات تمعن في إبعاد “جماعة” هذا المحور بشكل نهائي وبالضربة القاضية.

لم يبقَ في الملعب الا اثنين، إذا لم أكن قد أغفلت أحدًا، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع، وقائد الجيش الجنرال جوزيف عون، وكأن ما يحصل من إسقاط واستبعاد، أو سيحصل، ما هو إلّا لإخلاء الساحة لمرشحين اثنين.
إلّا أن العادة واختبارات الماضي تُنبئ بأن معركة الرئاسة في لبنان لا تحسم إلا في الربع الساعة الأخير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى