بأقلامهم

النظام في لبنان بات أشبه بسوق نخاسة

 

الدكتور جيلبير المجبّر

يا شعب لبنان الأبيّْ تجارة الرقيق في السياسة اللبنانية هي الحاكمة بأمـرها اليوم،وقد نُصاب وإيّاكم بالدهشةعندما نعلم وفقًا لإحصاءات شبه رسمية نطلع عليها في بلاد الإغتراب أنّ عدد عبيد السياسة اللبنانية يصل إلى نسبة 90% من الذين يتعاطون الشأن العام ومن كل الإتجاهات والإختصاصات والمسؤوليات.العبودية السياسية وتجارة الرق في السياسة للأسف ليست مقتصرة على من هم في مراكز المسؤولية بل تشمُلْ كل الأنصار الذين يستفيدون من حقوق الدولة على حسابنا وحساب أجهزة الدولة وتحت رعاية ربما تكون إقليمية – محلية وسكوت دولي .
لبنان بنظامه الطائفي والمذهبي يقبع تحت سيطرة سوق النخاسة السياسية وعلى مرأى من المنظومات السياسية الخاوية والشعارات الغوغائية المريضة والمهووسة بالقتل والتدمير،ويكفي أن تتأمـلوا المسؤولين اللبنانيين ومن كافة الطوائف كيف يُجيزون لأنفسهم شُرعة القتل والتدمير وإبادة الشعب اللبناني الرازح تحت وطأة الفقر والحرمان والهجــرة وإستجدأ أوطان كي يلطي رأسه ورأس عائلته .
أكثرية الشعب اللبناني أيُّها الشرفاء من بني الأمة اللبنانية فقراء رغم أنّ وطننا يُنتج جيِّدًا ولكنه يُسرق ويُرهن على طاولات المفاوضات وهو رهينة فعلية بين أيدي أنظمة تُصادر قراره عمدًا.أسباب هذه الأزمة الكارثية يربطها بعض النخاسة في السياسة بالإنحياز لمحاور معينة وهم لا يدرون ما يفعلون من جرم متمادٍ على مر السنين،ومأساتنا تكمن في أننا نسكت عن أفعالهم وهم يبيعوننا بالجملة وبأغلى الأثمان والغني فينا “جـــــوعان “،كما أسهم هؤلاء بالتخلُّف الإقتصادي من خلال تخصيص أرض لبنان ساحة حرب للآخرين ونحن نعلم أنّ هذه السياسة هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه .
أيُّها الشرفاء من بني الأمّة اللبنانية هناك أسباب داخلية لنظام سياسي بات أشبه بسوق نخاسة،والأسباب عديدة منها ما هوسياسي ومنها ما هو إقتصادي – مالي – إجتماعي،هناك نظام سياسي مستبِّدْ يحكمه خبثاء ومرتزقة في السياسة سمته القمع ونظام بوليسي ومخباراتي ودكتاتوري وهو يُساهم عمليًا في تفقيرنا وتهجيرنا ومعظم أقضيتنا سكانها يُعانون من الحرام والتهميش والبطالة كي لا يُطالبون ببالمشاركة السياسية الفعلية والعدالة الإجتماعية وحتى لا يوجد ما يُعرف ب”تكافؤ الفرص”،هناك فاسدون ولصوص يتقاسمون ثروة لبنان .
يا أبناء الأمة اللبنانية العظيمة ويا سيدي البطريرك،نعم نحن في عالم الإغتراب من المتابعين للمناقشات التي تجري على مستوى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول الازمة اللبنانية وهذا الأمر نِتاج جهود نقوم بها ولبنان المقيم،إلاّ أننا نلاحظ التراخي في التعاطي الجدّي مع المذكرات التي نرسلها إلى الدول المعنيّة ومرّد هذا الأمر ويا للأسف هو عدم جديّتكم في طرح الموضوع ضمن مذكرة دبلوماسية تؤكد ما يحصل والأمر الأكثر حراجة هو عدم تعاطيكم بجدّية مع سفرأ الدول المعتمدة في لبنان بل تكتفون بما يُعرف بال”النأى “فقط دونما تسجيل أي موقف حاسم وحازم… تستدعون وتطبّلون لمرجعيات سياسية هي السبب في الأزمة اللبنانية وتُضيِّعون الوقت سُدىً،وعليكم أن تعلموا أنّ هناك من يتشاطر وينتهز الفرصة ليرمي الحرام عليكم وعلى مواقفكم،وإنْ أكملتم على هذا المنوال وبهذا المسار فأنتم حتمًا ستخسرون .
يا صاحب الغبطة يا أبناء الأمة اللبنانية العظيمة هناك أطراف في لبنان ترشي الدول وتضع سِعرًا زهيدًا ويكفي تذكيركم بما حصل مع أحد الجنود العاملين في قوات الطوارىء الدولية ، وتذكروا جيِّدًا أنّ النظام في لبنان بات أشبه بسوق نخاسة فبالله عليكم تحرّروا وحرِّروا الوطن والشعب من سوق النخاسة .
إنّ ما نطلبه من غبطتكم ومن الشعب اللبناني العظيم مقدّس فلا تتقاعسا في تلبية الطلب وإلاّ نحن وأنتم سنكون في عداد الأموات والسلام على وطن أنبتَ أبطالاً وقدّيسين ولكنه وقع حاليًا بين أيدي “ولاد حـــرام ” وسوق نخاسة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى