Uncategorizedأخبار محلية

الكلام الذي تبادله باسيل وفرنجية عندما تلاقيا

هل ستؤدي الزيارة إلى ميرنا الشالوحي إلى تطرية الأجواء بين شريكي “تفاهم مار مخايل” لا سيما في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، وتوحيد الموقف من ترشيح فرنجية؟

كتب أحمد عياش لـ “هنا لبنان”:

ما يدور خلف الكواليس بين الشخصيتين الرئيسيتين في جبهة الممانعة على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، أي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وزعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية، يشير إلى الدوران في الحلقة المفرغة، فيما بدا قائد هذه الجبهة أي “حزب الله” يتصرف وكأنه يقف على الحياد. فهل من أجوبة توضح هذا الواقع؟
حتى هذه اللحظة يحاول الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أن يبتعد عن تسمية مرشّحه للرئاسة الأولى. هذا على المستوى العلني، لكن خلف الأبواب المغلقة، وفي آخر مناسبة جمعت بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وبين الوفد القيادي من الحزب، بادر الأخير إلى تسمية فرنجية كمرشح يفضله الحزب في مواجهة أسماء طرحت في اللقاء خارج الاسم المعلن الذي ما زال يؤيده جنبلاط وهو النائب ميشال معوّض، وهي: قائد الجيش جوزف عون، صلاح حنين وجهاد أزعور.
وفي آخر إطلالة لنصرالله في 19 الجاري بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، كانت حدود الوضوح عنده عندما قال: “لم يروا إلا العبارة التي قُلتها ‏في الموضوع، أن لا يطعن المقاومة في ظهرها، أنا تكلمت عن رئيس إذا هدّده الأميركان ‏‏– وهذا ما قلته بالجلسة الداخلية عندما تناقشت أنا ‏وصديقنا الوزير جبران باسيل – قلت له: نريد رئيساً إذا نفّخوا عليه الأميركان ما يطير من قصر بعبدا يصير بالبحر المتوسّط، ولدينا هذه النماذج، وعلى ‏الناس أن يُطولوا بالهم علينا”. فهل كان نصرالله يتحدث عن نموذج فرنجية؟ وإذا كان كذلك، فلماذا لا يسميه بالاسم؟
ربما، وهذا ما تعتقده أوساط إعلامية قريبة من الحزب، أن “حزب الله” لا يريد أن يقطع “شعرة معاوية” بينه وبين “التيار”. وفي هذا السياق يأتي ما تردد إعلامياً بالأمس أنّ وفداً من الحزب سيزور النائب باسيل اليوم في ميرنا الشالوحي. وتضيف هذه الأوساط أن الوفد سيزور أيضاً الرئيس ميشال عون في مقره في الرابية في مبادرة هي الأولى من نوعها منذ مغادرة عون منصبه الرئاسي في نهاية تشرين الأول الماضي. وستحمل هذه الزيارة عنوان “التهنئة بالأعياد والتشاور في التطورات”.
هل ستؤدي هذه الزيارة إلى تطرية الأجواء بين شريكي “تفاهم مار مخايل” لا سيما في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، وتوحيد الموقف من ترشيح فرنجية؟
حتى الآن، لا يزال الجواب سلبياً وفق المعلومات التي ذكرتها الأوساط نفسها. ومن هذه المعلومات، أن لقاءً إلى مأدبة عشاء رتّبها أخيراً رجل الأعمال علاء خواجة في منزله، ودعا إليها باسيل وفرنجية. وقد وصل الأول متأخراً إلى المأدبة. وعندما بادره صاحب الدعوة سائلاً بعد مضي بعض الوقت، على طريقة جنبلاط “إلى أين؟” أجاب باسيل: “الآن يوم الغفران”. وهنا، وبحسب المعلومات، سأل فرنجية باسيل: “ماذا عن بكرا؟” فرد الأخير: “سنكون كما نحن الآن”، في إشارة إلى أن موقف “التيار” ما زال على حاله لجهة رفض ترشيح فرنجية.
من الأسئلة التي يطرحها المواكبون للعلاقات بين حارة حريك وميرنا الشالوحي: لماذا لا يبدي “حزب الله” إصراراً أمام حليفه على التمسك بخيار فرنجية، كما فعل سابقاً قبل وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا؟
عبارة “القطبة المخفية” قد تبدو مناسبة هنا للحديث عن حقيقة موقف “حزب الله” من الاستحقاق الرئاسي عموماً، وترشيح فرنجية خصوصاً. وفي التكهنات المتداولة حيال هذه العبارة، أن الحزب يدرك أن الظروف الصعبة التي تمر بلبنان تشمله أيضاً، وقد تتطور إلى مخاطر ليست معروفة حتى الآن، ولكن قد تفضي إلى نتائج لن تكون في مصلحة الحزب. ولهذا يحاول التعامل مع حالة الرفض لترشيح فرنجية لا سيما داخل البيت الواحد بما لزم من تأنٍّ. حتى أنّ نصرالله شخصياً، عندما حاول ترتيب لقاء خاص بينه وبين باسيل، أبلغ الأخير الرسول الذي حمل الدعوة: “أرجو أن يعلم السيد أنه إذا كانت النية من وراء اللقاء تأييد ترشيح فرنجية فالجواب من عندي سيكون سلبياً”.
حتى الآن، ما زالت المعلومات تأتي على ذمة الرواة. لكن، هل هذا “الصبر” الذي يمارسه زعيم “جبهة الممانعة” سيستمر إذا ما اقتضت مصلحته حسم الموقف من إستحقاق رئاسة الجمهورية، سواء إذا كان مرشح الحزب سيبقى فرنجية أم يأتي سواه؟
في مقابلة أجرتها معه قناة “الجديد” قبل أسبوع، تطرق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى “ما نشهده اليوم بين التيار وحزب الله” فوصفه بـ “التبعيّة”، لافتاً إلى أن “باسيل “قايم قيامتو” ليس بسبب الأمور الوطنيّة، بل لاعتباره أنه الشريك المسيحي الأقوى في محور الممانعة وعلى “الحزب” السير بمن يريده لرئاسة الجمهورية”، مؤكداً أن “عقد تفاهم مار مخايل لن ينتهي لأنهما “ما بيطلعوا من بعضن”.
من التكهنات أيضاً، أن “حزب الله” ليس متضرراً من رفض “التيار الوطني الحر” لتسمية فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية. والسبب أن الحزب لا يرى أن ورقة الانتخابات الرئاسية في لبنان قد حان وقتها، وهي لا زالت بيد مرجعية الحزب في طهران التي ستضعها على الطاولة في الوقت المناسب عندما تكون الظروف مؤاتية لكي تستفيد منها في لعبة الأمم التي تديرها في منطقة “الهلال الإيراني” الممتد من بحر قزوين إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى