بأقلامهم

الذهاب نحو التفكك/ المحامي سمعان اسكندر

بقلم المحامي سمعان اسكندر

خاص المرصد اونلاين

بداية لابد لنا من رسم لوحة عامة للاشهر القادمة دوليا” وانعكاسها على واقع ما تبقى من لبنان .
لاشك ان أزمة الحرب الروسية الاوكرانية ساهمت بروز الضعف الاقتصادي للدول كافة وانهيار بعض القطاعات مما ادى الى زيادة التضخم وارتفاع الفوائد المصرفية . هذا الامر ادى الى تراجع مستوى اليورو وانهيار سعر الذهب وعدم استقرار بأسعار النفط دوليا في ظل ازدياد الطلب عليه في الخريف القادم . كل هذه الامور ادت الى وضع حوالي ٤٠دولة على لائحة الافلاس ومنها لبنان مع العلم ان العالم لم يستعيد بعد قدرته الانتاجية جراء وباء كورونا الذي شلل الحركة طوال ٣سنوات .امام هذا الواقع ننتقل الى لبنان الذي فقد ٩٠بالمئة من قدراته الاقتصادية ومن ابرزها السياحة والمصارف والانتاج اضافة الى قدراته في الخدمات الطبية والتعليمية والبنية التحية.
وزاد الامر هروب ما يقارب ٤٠بالمئة من اللبنانيين الى الخارج جراء الازمة الحياتية .
واتت الانتخابات النيابية وكأنها لم تكن اذ اعادة انتاج نبيه بري ونجيب ميقاتي والمنظومة المسيطرة على الدولة.اذا” لبنان في ظل واقعه الداخلي المفلس المنهار ومحيطه الاقليمي المدمر وازمة الدولة الغربية الاقتصادية بات غير قادرا” على الخروج نهائيا” من واقعه لابل سيتجه نحو التفكك السريع الى عشائر وقبائل وعصابات مناطقية .
وان تعليق اي أمل على تحقيق اي صدمة ايجابية لتغيير الواقع هو محض وهم. اذ لا يمكن لاي سلطة او رئيس جديد ان يحقق اي دفع ايجابي خاصة وان الاسماء المطروحة للرئاسة هي بطبعها فاشلة في مسيرتها الشخصية والخاصة ولا تمتلك الاستقلالية او المناعة الوطنية للدفاع عن بقاء الدولة اذ سقف كل المرشحين هو مبدأ الناطور الذي يتشارك مع السارق في اقتسام الغنائم.
لذلك ان جميع الافرقاء من حزب الله ونزولا” هم مجموعة مدمرة لاي مشروع مستقبلي في لبنان .
اذ لا يعقل ان ننتظر انقاذ مالي من مجموعات فاسدة ذات سمعة سيئة داخليا” ودوليا” واقليميا” .النظام العالمي يتجه نحو التفكك المالي ولاحقا” العسكري فكيف يمكن للبنان ان يكون قادرا” على الهروب من هذا الواقع. الحل الوحيد هو استمرار هروب اللبنانيين الى الخارج وترك لبنان بيد هذه العصابة الحاكمة لاننا امام ٦ اشهر كبيرة عالميا وعربيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى