أبرز الأخبار

الحريري “يرد الإجر”… باسيل وجعجع “ما إلن إلا بعض”

في بداياتها، ما تزال مفاعيل قرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تعليق عمله في الحياة السياسية وعدم التقدم بأي ترشيحات للانتخابات النيابية من، أو باسم، تيار المستقبل. أما ظهور التداعيات والانعكاسات لاحقاً أو بالتزامن مع بعض المفاعيل، فمسألة وقت قريب ومتسارع، وربما تطال الاستحقاق الرئاسي.

من المفاعيل العامة لقرار الحريري “التعليق”، الشخصي سياسياً والتنظيمي انتخابياً، وضع التمثيل النيابي للطائفة السنيّة داخل دائرة استهداف، وعلى لائحة أطماع، كل الأطراف “أحزاب وتيارات وقوى تغيير” المتنافسة بشراسة على مقاعد مجلس النواب، خصوصاً منهم اللاهثين خلف تكبير أحجام كتلهم النيابية، في محاولة لتحقيق طموحات وأحلام وغايات بعضها مشوب بأدوار مرسومة سلفاً، ولو عبر صناعة مرشحين بحيثيات محدودة يستقطبون من خلالهم ما أمكن من ناخبي “البيئة الحريرية”.

من المفاعيل الخاصة، تحديداً على الساحة المسيحية، لقرار الحريري تعليق عمله في الحياة السياسية، بالإضافة إلى عدم التقدم بأي ترشيحات للانتخابات النيابية من، أو باسم، تيار المستقبل، وبالتالي التأثير على وجهة الصوت السنّي، حشر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “معاً” في خانة “اليك”، حيث لا إمكانية للحركة ولا مجال للمناورة بهدف الاستثمار الانتخابي ضمن “البيئة الحريرية”.

بقراره “الشخصي والتنظيمي”، يكون الحريري قد بدأ بـ “ردَّ الإجر” لكل من باسيل وجعجع، اللذين خذلاه في أكثر من محطة، ليس آخرها ما قاما به على وقع، وبعد، انتفاضة 17 تشرين، وأثناء محاولته تشكيل حكومة ما بعد انفجار مرفأ بيروت، وذلك من خلال تركهما على مشارف انتخابات مصيرية وحيدين من دونه ومن دون من يمثِّل.

ماذا بإمكان باسيل “صاحب القلب القوي والمناور المحترف” أن يفعل وحيداً، وكذلك ماذا بإمكان جعجع “الواثق من نفسه والمدعوم خليجياً ودولياً” أن يفعل وهو وحيد؟

بعد خسارتهما الرئيس سعد الحريري وللخروج من خانة “اليك” التي حشرهما فيها، يبدو أن النائب جبران باسيل و”الحكيم” سمير جعجع “ما إلن إلا بعض”، إما اتفاقاً جديداً أو صراعاً مستمراً أو قبولاً بتأجيل الانتخابات النيابية “حتماً”.
إلى حد كبير، أوجه الشبه بين باسيل وجعجع كثيرة، وبعضها مؤذٍ لكليهما شخصياً وحزبياً وطائفياً ولكل لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى