أبرز الأخبار

الاب طوني خضرا يدق ناقوس الخطر… ” نكون معاً أو لا نكون”

نداء تأسيسي لمؤتمر مسيحي دائم

Almarsadonline

بالتعاون بين إتحاد أورا ولقاء وحدة ورؤية وتجمع لبنانيون من أجل الكيان ولقاء الإثنين – كسروان
إطلاق نداء تأسيسي لمؤتمر مسيحي دائم: نكون معاً أو لا نكون

بعد أن بلغت الأوضاع في لبنان حدّاَ لم يعد من المعقول السكوت عنه، ومع استمرار الإنهيار على جميع الصعد ودخولنا مرحلة الإرتطام الكبير، عقد إتحاد أورا بجمعياته الأربع الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة (أوسيب- لبنان)، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية، ونبض الشباب، وبالتعاون مع لقاء “وحدة ورؤية” تجمّع “لبنانيون من أجل الكيان”، و”لقاء الإثنين- كسروان”، مؤتمراَ صحافيّا في 2 شباط 2023 الساعة 12 ظهراَ في دير مار الياس إنطلياس، لإعلاء الصوت وإطلاق نداء يشكّل صرخة في وجه كلّ مسؤول، ودعوة ملحّة إلى الحوار والتعاون والتضامن في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ لبنان، وقد تمّ خلاله إطلاق مؤتمر مسيحي دائم هدف إلى العمل على إنقاذ الشعب والحفاظ على الوطن والدور المسيحي فيه.
حضر المؤتمر حشد من المرجعيات الكنسية والروابط المسيحيةوعدد من رؤساء النقابات والبلديات والمخاتير وممثلي الجمعيات والمؤسسات والمجموعات المسيحية، الإجتماعية والثقافية والتربوية، بالإضافة إلى أعضاء الجهات الداعية وحشد من الإعلاميين والأصدقاء والمهتمين.
استهل المؤتمر بكلمة إفتتاحية لأمينة سر الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان) الصحافية لارا سعد مراد، رحبت فيها بالحضور شاكرة إياهم على تلبية الدعوة “من دون بروتوكول، لأننا كلنا اليوم متساوون بهمّ واحد ووجع واحد…”
ثم تلى الأب خضره النداء التالي:
“نوجه هذا النداء في لحظة بلغ فيها لبنان قعر الهاوية التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها أويتنصل من المسؤولية تجاهها. بالرغم من الظلام المحيط بنا من جميع الجهات، جلنا بنظرنا في الهاوية، فرأينا من انزلق معنا إلى الإنهيار، وعرفنا من نجا منه.
معنا في الهاوية لبنانيون يبحثون عن الدواء والخبز وحليب الأطفال، لبنانيون انفجرت بهم عاصمتهم فتحولوا أشلاء على المرفأ أو جرحى او مشردين، شباب يتسولون بطاقة هجرة الى اي بلد من بلاد الناس، طلاب يخسرون علمهم، لبنانيون كفروا بأهل السلطة ويكادون يكفرون بكنيستهم ووطنهم، مسيحيون خائفون على وجودهم وحضورهم، مواطنون ذوو كرامة وعنفوان يعيشون بصمت مآسيهم المتنوعة، ضحايا سلاح غير شرعي ومتفلت، وضحايا إهمال، واللائحة تطول…
ونظرنا أكثر في قعر الهاوية فاستفقدنا الكثيرين، وأدركنا أنهم ليسوا معنا بل “علينا”:
-لم نجد معنا أهل السلطة، بل رأيناهم يعيشون في نعيم أموالنا التي نهبوها…
لم نجد معنا دولتنا ولا أحدا من أبناء الفساد، واللائحة بمن ليس معنا تطول أيضا.
الواقع المر دفعنا إلى التأكد من أن حبل الصعود من الهاوية لن يرميه إلينا أحد من هؤلاء. لن نخرج إلى النور إلا بتضامننا مع بعضنا البعض، نحن الأوادم العالقون في الهاوية.

أمام هذه الواقع المأساوي للعمل السياسي وما خلّفه من أزمات، التقينا إتحاد أورا بجمعيّاته الأربع، الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية (أوليب)، ونبض الشباب (كروأكت) مع تجمّع”لبنانيّون من أجل الكيان” ولقاء “وحدة ورؤية” و”لقاء الإثنين”، لنوجّه هذا النداء إلى جميع القوى المسيحيّة بوجه خاصّ والشريكة في الوطن واللبنانيّة بوجه عام بمثابة دعوة بعنوان : “أنظروا الواقع وتبصّروا فيه.”

أولاً: إننا ننادي جميع المسؤولين السياسيين
كم ستعمّرون من الأحقاد المميتة وحفلات الإلغاء المتبادلة بعد؟ كم من الأساطير الشخصانية ستحيكون وكم انهيار اقتصادي ستخلّفون بعد، حتى تستفيقوا من الوهم وتدركوا أن اقتصاد بلد، لا يعني جيبة زعيم؟ كم من الوقت ستنتظرون لتطبيق الدستور( اتفاق الطائف) الذي عثتم به تنكيلا، جاعلينه وجهة نظر؟
كم من فرص إنقاذ للوطن فوّتّم على مدى عشرات السنين، ولم تدركوا بعد حالة السقوط التي تأبون الإقرار بها؟ أي محكمة تاريخ أقسى تتنظرون، حتى تمعنوا التفكير في واقعكم، علّكم تتبّصرون فيه؟ وأي دينونة أرهب تنتظرون أن تدانوا فيها، حتى ترتدّوا عن غيّكم السياسي هذا؟
ثانيًا : إنّنا ننادي المسيحيين
1- جميع المسؤولين السياسيين المسيحيين
كم من الارتجال الصبياني والمراهقة السياسية ستبغون بعد، حتى تكفّوا عن تهديم ما صادرتموه ممّا ائتمنكم عليه المسيحيّون وتاريخ الحضارة المسيحية في هذا البلد ؟
كم من الشباب ستهجّرون، وكم من البيوت ستفرغون بعد، حتّى تدركوا أن هذه الطريق لن تؤدي سوى إلى القضاء على الوجود المسيحي الفاعل في لبنان والشرق؟
أنظروا واقعكم بمكاشفة تاريخية، واقعكم أنكم منقسمون، ومحطات هذا التاريخ تعرفونها، ومنكم من قام بها خير قيام.
إن حقائق تاريخكم السياسي هذه، تحتّم عليكم مراجعة دقيقة لا للخيارات فحسب، بل للمنطلقات، حتى تهتدوا إلى المهمة الحضارية التي أنتم مدعوون إليها. ولا مفّر من توبة تاريخية بالدرجة الأولى على هذا الصعيد، حتى تصفو النظرة فيستقيم الفعل السياسي. ولا يستقيم الفعل السياسي إلاّ على أساس التمييز، وأي تمييز على ىسبيل المثال عندما يصير المسيحيون عاملاً من عوامل تعطيل الواجب الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية؟ واللائحة الكارثيّة على المسيحيين والوطن نتيجة عدم التمييز هذا تطول بدءًا من مواضيع النزوح السوري، واللجوء الفلسطيني، والتجنيس العشوائي، وصولا إلى القضايا التربوية، والملفات الصحية، والهندسات المالية، وبيع واستبدال الأراضي والمشاعات واحتلالها. لن ينجو المسيحيّون من هذه الكوارث إلا بإيلاء رجال الفكر المسيحيين الدور الأساسي في عملية بناء لبنان عبر تنشئة الأجيال المسيحية على مبادئ وأخلاق وقيم، تمكّنها من الصمود في لبنان، وإعداد رجال دولة يؤتمنون على مستقبل المسيحيين فيه.
2 – جميع المسؤولين المسيحيين الروحيين
إنطلاقا من واجب المسؤولين الروحيين في نشر كلمة الإنجيل، وفي خدمة البشارة، تتحمل الكنيسة مسؤولية كبيرة في التحضير لتوبة جماعية تطال السياسي والعلماني والمسؤول الروحي والعامل الإجتماعي. وعلى الكنيسة الشروع بإعداد خطتين تستندان إلى رؤية استراتيجيّة واضحة: خطّة تنفيذية إجرائية تعمل على إعادة نظر في عمل المؤسسات الكنسية وهيكلياتها، وخطّة تعليميّة تثقيفية تعمل على ترسيخ القيم الإنجيليّة وتعزيز المبادئ المسيحية. اما من الناحية الإقتصادية، فنرى أنّه على الكنيسة (البطريركيات، والأبرشيات، والرهبانيات…) وضع الأوقاف في خدمة الشعب وإعداد خطط واضحة تساهم في صموده، والولوج إلى الاقتصاد المنتج الخلاّق عبر المساهمة مع أصحاب المبادرات الناجحة، في لبنان والإنتشار في خلق مشاريع مستدامة، لتأمين عشرات آلاف فرص العمل المستدامة للشباب المسيحي. وتقوم هاتان الخطّتان على أساس التعاون والتنسيق بين الأحزاب والتجمّعات والمؤسسات والجمعيّات المسيحيّة العاملة على أرض الوطن في مواجهة المعضلات الوجوديّة.

3 – عموم المسيحيين
إنّ ّ التبصّر في ما آلت إليه أوضاعنا يحتّم علينا أن نحمل همّ بعضنا البعض، فنقلع عن الفئوية القاتلة، وأن نقلع عن الخوف على مستقبلنا، فوجودنا في هذا الشرق غير مرتبط بسلطة أو بزعيم، إنّما بسعينا جميعًا إلى أن نكون الخميرة في عجين وطننا، أن نجعل من قرانا وبلداتنا ومدننا مواقع ريادة إنتاجيّة ووطنيّة، أن يكون شبابنا بناة لبنان الغد، أن تحمل المرأة المسيحيّة عاليا مشعل التقدم والتطوّر، و أن يبني الأهل أجيالا لبنانيّة واعية، متحرّرة من سلطان بعض الإعلام التيئيسي.
ثالثًا : إننا ننادي شركاءنا في الوطن
كيف، ترتضون أن تصير الدولة اللبنانية دولة فاسدة، ومفلسة، ومنهوبة وعلى شفير الإنهيار الكامل؟ اي وطن بنيتم، اي مستقبل للشباب أمّنتم؟ اي جامعة لبنانية حافظتم عليها؟ أي مؤسسات تربوية واجتماعية تضمن حق المواطن في التعليم والصحة أنشأتم؟ اي قوانين سنيتم لمصلحة المواطن في عمر الشيب؟ واي بنى تحتيّة بنيتم؟
أي سلطة قضائيّة وأي قوانين صنتم بتعسفكم في ممارسة حقوقكم، حتى غدا العدل منتقصا وانتقائيا لا بل منهارا، منقلباَ على نفسه، يلزمه من يفصل في نزاعات أهله. كفانا مراهنات تضرب الكيان والدولة، إما أن نكون معًا أو لا نكون، إذا كان كل طرف سيبقى رهن الماضي والحسابات الضيقة والأحقاد الدفينة، فلن نأمل أي مستقبل إلا استمرار الدمار؛ من يراهن على متغيرات خارجية إقليمية أو دولية أو من يراهن على لعبة ديموغرافية أو على هجرة او لجوء أو نزوح أو على يأسٍ ليحقق طموحًا سياسيًا، أو ما شابه، فليتعلم من دروس الماضي.
رابعًا: إننا ننادي اللبنانيين عامة
ايها اللبنانيون، نحن الذين ساهمنا في الوصول الى ما وصلنا اليه، لعدم اختيارنا من يستحق أن نوكل إليه مهمة تسيير شؤون الحكم، وارتضينا ان نكون تبعيين، وقبلنا ان تكون حقوقنا منّة علينا، وسكتنا عن مسارات حكم خاطئة اوصلتنا إلى قعر جهنّم. لذلك، علينا استباق تداعيات الأزمة، وإيجاد رؤية جامعة واضحة للاتجاه الذي نريد أن نتخذه. نريد مجتمعًا تعدديًا، يتطور فيه الفرد شخصيًا، وتتطور فيه الجماعات وتتقدم للعب دور حضاري وإنساني. نريد مجتمعًا تطمح سلطته السياسية لتوفير السبل لتحقيق هذه الأهداف. هذه مسؤولية تقع على عاتق مؤسسات الدولة، كما تقع أيضًا على عاتق الاحزاب والتجمّعات ومنظمات المجتمع المدني لبناء مجتمع متين وموحد.

خامسًا: رجاؤنا كبير
رجاؤنا كبير، في أن يبرهن المسيحيون والمسلمون معاً عن ريادتهم في رؤية جديدة للبنان تقوم على مشروع سياسي ينقل لبنان إلى مرحلة سياسية جديدة قائمة على الحرية وإرادة العيش معًا في صيغة مشاركة في المناصفة الفعلية ضمن إطار سيادة الدولة الكاملة. هذا المشروع يتجسد واقعيًا في إطار استكمال ما أتى في الدستور بعد اتفاق الطائف، وخصوصًا في موضوعي اللامركزية ومجلس الشيوخ مع ضرورة إصلاح بعض المواد التي يستغلها السياسيون في صراع السلطة، وإعادة تفسير مفهوم إلغاء الطائفية السياسية، لصالح عقلنته، تماشيًا مع حقيقة لبنان كدولة واحدة في التعدّد. لا يقل أهمية في هذا المشروع موضوع السياسية الخارجية للدولة على أساس الحياد الإيجابي الذي يجد توازنًا صريحًا بين استقلال لبنان ومصالحه وعلاقاته مع العالم اجمع. ويترجم ذلك كله من خلال الأطر القانونيّة بعد انتظام العمل في المؤسسات الدستوريّة لا سيّمّا رئاسة الجمهوريّة.
لا يكتمل هذا المشروع من دون جرأة لبنانية مسيحية وإسلامية في النظر في ممارسة اقتصاد مؤنسن، مبني على ما جاء في مقدمة الدستور، ويتبنى خيارا اقتصاديّا يعيد تكوين البنية الاقتصادية ويبرهن أن خير الفرد والخير العام لا ينفصلان، مما يحتّم إصلاحا لا انقلابًا على النظام الاقتصادي القائم.

لا بدّ أيضا من إعادة نظر في فهم العمل الحزبي وصلته الوطيدة بالعمل البرلماني. لا بد للأحزاب مسيحية كانت أو إسلامية أن تعي أن زمن القادة الملهمين قد انتهى، والزمن اليوم هو زمن جديد حزبيًّا، إما يكون اللبنانيون من رواده وإما سينتهون في الموت التاريخي سياسيًا. يتطلب هذا النموذج صياغة نظام جديد للأحزاب من أهم مداميكه ضمان تداول السلطة، وطرق عمل حزبي جديدة وعصرية، و خوض عمل نيابي مشترك أو حكومي مشترك. ومن الطبيعي أن يكون
الشرط المدخل لهذا الانتقال وضع قانون انتخابي، يأخذ بعين الاعتبار طبيعة التكوين اللبناني كمجتمع متعدّد، ويؤسس لتعاون مشترك بين كافة المجموعات عبر خوض تحالفات انتخابية تعمل على مشاريع لا على شهوة السلطة.

وفي نهاية النداء دعا الأب خضره الجميع إلى الإطلاع على النداء كاملاَ وتوقيعه على المواقع الإلكترونية التابعة لإتحاد أورا، مشددا على ضرورة إنضمام جميع المجموعات إلى هذا العمل المشترك لضمان نجاحه.
وفي ختام المؤتمر كانت مداخلات من الحضور ناقشت بعض النقاط الواردة في النداء بالإضافة إلى أسئلة إستفسارية من الإعلاميين الحاضرين وعدد من المشاركين، أجاب عنها ممثلو الجهات الداعية.”

للإطلاع على النداء وتوقيعه يرجى الضغط على الرابط التالي:
https://bit.ly/3XUmjJa

إتحاد أورا
المكتب الإعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى