أخبار محلية

أوقِفوا العدّ …

almarsadonline

المحامي لوسيان عون

انقشعت ساحة المعركة
وانجلى غبارها
لكن ما زال بعض اللبنانيين غارقين بالعد….
عد وتعداد وتحدي : نائب بالزايد وآخر بالناقص عن فلان وعلتان فيما البيت القصيد لم يعد مخبأ في لعبة الأرقام،
ما ينتظر اللبنانيين اعمق من الفوارق والحواصل والفواصل،
فدولياً ما كان مطلوباً قد تحقق.
وما كان مرسوماً نفذ… وسيستكمل تنفيذه
وهو لم يعد يقتصر على مساحة عاصمة ام دوائر انتخابية أم وطن ،
ما كان مطلوباً انتخابات تقلب التوازنات ولو جزئياً
ما كان مطلوباً اعطائها الغطاء الشرعي والدستوري وقد اطاحت بالعديد من رموز النظام السوري
ما كان مطلوباً خسارة قوى ٨ آذار الاكثرية
ما كان مطلوباً تحجيم مرشحين بارزين للرئاسة وهما جبران باسيل وسليمان فرنجية
ما كان مطلوباً هو اختراق لوائح ازلية سرمدية في المناطق الشيعية
ما كان مطلوبا هو كسر هيبة العهد وان كان لامست الحضيض مع كل الاخفاقات التي شهدها خلال الاعوام الاخيرة
ما كان مطلوباً مجلس كفيل باستبدال رئيس مجلسه ونائب رئيسه وانتخاب رئيس للجمهورية يمهد لتسوية وبالتالي تطبيع العلاقات مع اسرائيل وتمرير تنقيب اسرائيل بمباركة اميريكية للنفط والغاز ضمن المنطقة المتنازع عليها بعيداً عن أي معارضة او مقاومة لبنانية بل اكثر من ذلك مع تعطيل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
كان مطلوباً الحاق لبنان بعمليات التطبيع المتتابعة والمتلاحقة بين اسرائيل والدول العربية ولربما من ضمنها سوريا ليتسنى لاسرائيل شفط الغاز والنفط من البحر قبالة سواحل الناقورة والتي تعد الاكثر غزارة وثروة بين البلوكات النفطية
وبين تهديد ووعيد المنظومة والمقاومة وغض الطرف من قبل روسيا والدول العربية، واستنكاف السلطة اللبنانية والاطلاع بمسؤولياتها اقله بتوقيع المرسوم رقم ٦٤٣٣ وارساله الى الامم المتحدة لتطويق اعمال الشروع بالمباشرة باعمال التنقيب،
تبقى جارية الاستعدادات العملية والاجرائية والتي ترجمت من خلال انتخابات لبنان التشريعية للانتقال بسلاسة مجدولة الى ضفة اخرى ربما بغض طرف ايراني ايضاً، فيرى اللبنانيون حكومة من لون آخر ومجلساً جديداً بلون جديد ورئيس جديد ورئيساً للجمهورية يمهَّد له الطريق لانزاله بطوافة اقليمية دولية كما حصل مع الرئيس الياس الهراوي عام ١٩٩٠ رغم “عجقة ” و ” تدافع” المرشحين ” الاقوياء”، فيرعى ادارة التسوية الجديدة التي ستسمح لدول القرار باستخراج الطاقة العالمية من بحرنا بعيداً عن ايجاد الطاقات البديلة وهي تبقى حتى الساعة تشكل عصب الحياة الاقتصادية العالمية.
هل ما نشهده اليوم زبدة التوافق الاميريكي – الروسي – الاسرائيلي – السوري – الايراني ضمن سلسلة مشاريع كبرى ممتدة من البحر الاحمر حتى شمال اوروبا وهي تتضمن بناء قناة بنغوريون مع ما تشكله من حافز استثماري يعزز الدخل القومي الاسرائيلي الى جانب سحب الغاز والنفط من شواطئنا ومد انابيبه على طول ١٨٠٠ كيلومتر بغية تصديره لاوروبا كبديل عن الحصار الاقتصادي الروسي للقارة الاوروبية؟ .
قد يكون الفارق بين كتلتي نواب القوات والتيار الوطني نائب واحد او اثنين كما قد يكون الفارق بين قوى المعارضة والموالاة سبعة نواب
لكن ما بين تعطيل استخراج الاسرائيليين والاميريكيين للنفط وغض الطرف عن انتاجه مئات المليارات من البراميل…. والدولارات ، وضمان لامن اسرائيل بتوافق روسي – اميريكي اسرائيلي – ايراني من شانه ليس فقط تعزيز الدخل القومي للدولة العبرية وشركاتها وشركات الغرب ،بل يعزز السياحة والازدهار والنمو مقارنة مع لبنان الرسمي الذي نجح في انزال شعبه ومؤسساته الى قعر جهنم واعاد هؤلاء الى العصر الحجري دون ضربة كف واحدة
هل بدا العكسي عندما صرّح الامين العام لحزب الله أن الحزب لا يتدخل بملفات ترسيم الحدود بل يترك الامر للسلطة السياسية ؟
الايام ان لن تكون الاشهر المقبلة من شأنها حسم هذه التساؤلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى