بأقلامهم

لوسيان عون / آخر الكيّ….. ألدواء!

بقلم المحامي لوسيان عون - كاتب ومحلل سياسي

إنقلبت المفاهيم، وبعد المثل الشائع المعروف : ” آخر الدواء الكي”، ها هي السلطة الجائرة في لبنان تعتمد مثلاً مستحدثاً وتعمل على تطبيقه وهو ” آخر الكيّ….. ألدواء”!
من تباهى البارحة بالمبادرة ” الإنسانية” وزارة الصحة! وهي السلطة المولجة بالمحافظة على صحة المريض وديمومته وعيشه الكريم وتعافيه من مرضه !
والسلعة التي طالتها المجزرة هي الدواء!
والضحايا هم المرضى! … نعم مرضى الأمراض المزمنة… أخر عنقود رفع الدعم اجتاحهم البارحة ليصبح ثمن الدواء كدواء السكري على سبيل المثال ٤٠٠ ألف ليرة لبنانية بعدما كان ثمنه عشرة آلآف!
أي ما يوازي ثلثي الحد الأدنى للأجور!
أين البطاقة الاستشفائية ؟!
أين ضمان الشيخوخة؟
اين الطبابة المجانية؟
أين البطاقة التمويلية؟!!
شعارات مخملية زائفة خادعة لسياسيين مارسوا الإحتيال فقضموا ودائع المواطنين والمغتربين والمستثمرين وجنى عمرهم وسرقوا المال العام واعادوا الوطن الى العصر الحجري وفجروا المرفأ واستباحوا ممتلكات الناس وحرموهم الاستشفاء والطبابة والتعليم، فامعنوا في إفقارهم الى ان وصلوا الى الدواء وها هم يحرمون المواطنين إياه عبر كيّهم وإزهاق ارواحهم لأن عشرات آلآف المرضى بعد اليوم سوف يحرمون من الدواء لعجزهم عن شرائه بسبب جرائمهم المتمادية.
كيّ الشعب مستمر ،وبعد ان وجدوا ان المريض بقي قادراً على تناول دوائه ها هم يحرمونه منه نهائياً ليس فقط عبر انقطاعه، بل على رفع اسعاره أضعافاً مضاعفة.
إنها جهنم الحقيقية الأصلية، وليس اي فرع آخر لها مع مجرمين محترفين وعصابات منظمة تمتهن الكيّ ،ولا داع لشهادة أحد لتجريمهم وإنزال احكام الإعدام بحقهم…
اما بعد، فهل من شعارات يجدونها بعد اليوم لرفعها في حملاتهم الإنتخابية الوقحة المقبلة بعد سنوات من كيدهم وكيّهم ؟!
” يللي استحوا ماتوا”…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى